تفشي النفايات الإلكترونية يشكل تهديدًا خطيرًا على البيئة وصحة الإنسان. بينما نحن نتخلص بسهولة من الأجهزة الإلكترونية القديمة والمكسورة، قد لا نكون على دراية بالأثر الضار الذي تتركه هذه النفايات عندما لا تتم معالجتها بشكل صحيح. وفقًا لتقرير صادر عن المرصد العالمي للنفايات الإلكترونية، التابع للاتحاد الدولي للاتصالات ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، يتم إنتاج البشر للنفايات الإلكترونية بمعدل يصل إلى خمسة أضعاف معدل إعادة تدويرها.
تحتوي النفايات الإلكترونية على مواد سامة وخطرة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم وغيرها، والتي تلحق أضرارًا جسيمة بالبيئة وصحة الإنسان. ولكي نتخيل حجم هذا التحدي المروع، يمكن لـ 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية ملء 1.55 مليون شاحنة بقدرة 40 طنًا، مما يكفي لتشكيل قافلة من الشاحنات تمتد لتطويق الخط الاستوائي.
إلا أنه وفقًا للتقرير، يتم جمع وإعادة تدوير نسبة أقل من الربع (22.3%) من النفايات الإلكترونية التي تم جمعها بشكل صحيح في عام 2020. ويشهد العالم زيادة سنوية في كمية النفايات الإلكترونية الملوثة تصل إلى 2.6 مليون طن، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 82 مليون طن بحلول عام 2030، مما يشكل زيادة بنسبة 33% عن عام 2022.
تواجه جهود إعادة التدوير العديد من التحديات، بما في ذلك التقدم التكنولوجي، وزيادة الاستهلاك، والخيارات المحدودة للتدوير، ودورات حياة المنتجات القصيرة، وزيادة استخدام التكنولوجيا الإلكترونية في المجتمع، وقصور التصميم، وعدم كفاية البنية التحتية لإدارة النفايات الإلكترونية.
يتوقع التقرير أن تنخفض نسبة جمع وإعادة التدوير الموثقة من 22.3% في عام 2022 إلى 20% بحلول عام 2030. وهذا يعني أن نحو 80% من النفايات الإلكترونية ستنتهي في مكبات النفايات أو تتم حرقها، مما يتسبب في تلوث بيئي خطير وتهديد للصحة العامة.
لحل هذه المشكلة الملحة، يجب على الحكومات والشركات والمجتمعات أن يتخذوا إجراءات فورية وفعالة. من الضروري تعزيز جهود إعادة التدوير والتحسينات في عملية فصل المواد واستخراج القيمة من النفايات الإلكترونية. يجب أيضًا تشجيع التصميم الصديق للبيئة للأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك تصميمها لتكون قابلة للتفكيك وإعادة التدوير.
يجب تعزيز الوعي بين الجمهور بشأن أهمية إعادة التدوير الصحيحة للنفايات الإلكترونية والتأثير السلبي للتخلص الغير مسؤول منها. ينبغي توفير البنية التحتية اللازمة لجمع ومعالجة النفايات الإلكترونية، بما في ذلك إنشاء مراكز إعادة التدوير المتخصصة وتوفير الموارد اللازمة لتلك المراكز.