شهدت المملكة العربية السعودية خلال العام الماضي ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السكان، حيث زاد العدد بمقدار 1.6 مليون نسمة، ما يمثل نموًا بنسبة 4.7%، ليصل إجمالي عدد السكان إلى 35.3 مليون نسمة بنهاية النصف الأول من عام 2024، مقارنة بـ 33.7 مليون نسمة في نفس الفترة من عام 2023. ويأتي هذا النمو وفقًا للتقديرات السكانية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء.
زيادة الأجانب تهيمن على النمو السكاني
إن الجزء الأكبر من هذه الزيادة يعود إلى ارتفاع عدد الأجانب بنسبة 8.4% (1.2 مليون نسمة)، ما يعادل 76% من إجمالي النمو السكاني في المملكة. وبذلك ارتفع عدد الأجانب إلى 15.7 مليون نسمة، بينما زاد عدد السعوديين بنسبة 2% فقط (389 ألف نسمة) ليصل إلى 19.6 مليون نسمة.
التوزيع السكاني: السعوديون يمثلون الأغلبية
رغم الزيادة الكبيرة في عدد الأجانب، لا يزال السعوديون يشكلون الأغلبية بنسبة 56% من إجمالي السكان، مقابل 44% لغير السعوديين. ويعكس هذا التوزيع تأثير المشاريع التنموية الضخمة التي تنفذها المملكة، والتي تتطلب عمالة كبيرة، بالإضافة إلى انتقال مقار العديد من الشركات العالمية إلى الرياض.
السكان السعوديون: الشباب يشكلون الأغلبية
أظهرت البيانات أن 77% من السكان السعوديين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، وهو ما يعادل 15.1 مليون نسمة. كما أن شريحة الشباب (من 15 إلى 34 عامًا) تمثل 36% من السعوديين، بعدد يصل إلى 7.1 مليون نسمة. يعكس هذا التركيب السكاني الطابع الشبابي للمجتمع السعودي ودوره الرئيسي في دفع عجلة التنمية.
الأسباب وراء النمو السكاني
يعزى هذا النمو الكبير في عدد السكان، خاصة من غير السعوديين، إلى المشاريع العملاقة التي تنفذها المملكة ضمن رؤية 2030، والتي تتطلب استقطاب أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية المتخصصة وغير المتخصصة. كما أن انتقال مقار العديد من الشركات العالمية إلى الرياض ساهم في زيادة عدد الوافدين بشكل كبير.
أثر النمو السكاني على الاقتصاد
النمو السكاني، خاصة مع زيادة الأجانب، يشكل فرصة كبيرة لدفع عجلة الاقتصاد السعودي، حيث يعزز الطلب على الخدمات والمنتجات، ويزيد من تنوع القوى العاملة. وفي الوقت نفسه، يشكل تحديًا يتعلق بتوفير السكن، والخدمات الصحية والتعليمية، والبنية التحتية التي تتناسب مع الزيادة السكانية.
![](https://araconomy.com/wp-content/uploads/2024/09/araconomy_n_logo_6.png)