شهدت أسعار النفط استقرارًا نسبيًا بعد أسبوع من الخسائر، حيث تعامل المتداولون بحذر مع تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، المتعلقة بفرض السيطرة الأمريكية على قناة بنما. وتأتي هذه التهديدات وسط تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، مع استمرار ضعف الطلب ووفرة الإمدادات.
أسعار النفط في السوق العالمية
استقر خام برنت قرب مستوى 73 دولارًا للبرميل بعد أن خسر حوالي 2.1% من قيمته خلال الأسبوع الماضي. أما الخام الأمريكي، فقد تم تداوله دون حاجز 70 دولارًا للبرميل. ويُعتبر هذا الاستقرار النسبي نتيجة لتقييم الأسواق لتصريحات ترامب الأخيرة، والتي أثارت القلق بشأن قناة بنما، الممر المائي الرئيسي الذي يمر من خلاله حوالي 2% من إمدادات النفط العالمية.
الرئيس البنمي رفض تصريحات ترامب التي وصف فيها الرسوم المفروضة على استخدام القناة بـ”الباهظة”، مما يعكس توترًا جديدًا في العلاقات الدولية.
تأثير تهديدات ترامب على أسواق النفط
تهديدات ترامب بضم قناة بنما تأتي بعد سلسلة من التهديدات السابقة بفرض رسوم جمركية على كندا، المكسيك، الصين، والاتحاد الأوروبي، إذا لم تشترِ هذه الدول المزيد من النفط والغاز الطبيعي الأمريكي. هذه التهديدات قلبت المشهد السياسي العالمي رأسًا على عقب، حيث إنها تؤثر بشكل مباشر على استقرار أسواق الطاقة العالمية.
ومع ذلك، لم تؤدِّ هذه التهديدات إلى تغييرات كبيرة في أسعار النفط، حيث واصلت الأسعار التداول ضمن نطاق ضيق منذ أكتوبر الماضي. ويرجع ذلك إلى ضعف الطلب في الصين وتوقعات وفرة الإمدادات، مما حدّ من أي مكاسب محتملة.
آراء المحللين حول تهديدات ترامب
من جانبها، اعتبرت فاندانا هاري، مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” في سنغافورة، أن تهديدات ترامب لا تزال “جعجعة بلا طحين” بالنسبة لأسواق النفط في الوقت الحالي. وأضافت أن السوق يفتقر إلى إشارات قوية للانتعاش، مما يعني أن أسعار النفط قد تظل تتحرك بشكل عرضي حتى نهاية العام.
تفاؤل صناديق التحوط
على الرغم من حالة عدم اليقين هذه، أظهرت صناديق التحوط تفاؤلًا متزايدًا بشأن مستقبل أسعار النفط. فقد شهد الأسبوع الماضي ارتفاعًا في صافي مراكز الشراء للخام الأمريكي إلى أعلى مستوى منذ عام، مدفوعًا بالتوقعات بفرض عقوبات غربية إضافية قد تؤثر على إمدادات النفط الروسي والإيراني.
التحديات المستقبلية
بينما تستمر الأسواق في استيعاب تأثير تصريحات ترامب، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التهديدات ستتحول إلى سياسات فعلية تؤثر على قناة بنما وإمدادات النفط العالمية. في الوقت نفسه، تظل الأسواق تحت ضغط ضعف الطلب العالمي والتوترات الجيوسياسية، مما يجعل التنبؤ بمستقبل أسعار النفط أكثر تعقيدًا.