حققت السوق المالية السعودية إنجازًا جديدًا خلال عام 2024، حيث تقدمت إلى المرتبة السابعة عالميًا من حيث قيمة الطروحات الأولية، بإجمالي طروحات بلغت 4.3 مليار دولار. هذا الأداء المميز يعكس نموًا واضحًا في السوق السعودية، التي استحوذت على نحو 3.5% من إجمالي حجم الطروحات العالمية البالغ 121.2 مليار دولار.
تفاصيل الأداء في السوق السعودية
شهدت السوق السعودية خلال العام الجاري 14 طرحًا في السوق الرئيسية، إلى جانب العديد من الطروحات في السوق الموازية “نمو”. ومن بين هذه الطروحات، برز اكتتاب شركة “فقيه” كأكبر طرح للعام، بقيمة بلغت 763.5 مليون دولار.
وعلى صعيد الأداء، سجلت الشركات المدرجة حديثًا في السوق الرئيسية “تاسي” أداءً قويًا، حيث ارتفعت قيمتها السوقية بمتوسط 24% مقارنة بأسعار الطرح. كما ارتفع مؤشر تداول للطروحات الأولية بنسبة 8% منذ بداية العام وحتى جلسة 23 ديسمبر 2024.
من بين الشركات المدرجة، حققت شركة “مياهنا” أفضل أداء، بمكاسب تجاوزت 130% مقارنة بسعر الطرح، فيما واجهت شركات المطاحن الثلاثة التي تم إدراجها خلال العام نفس التحدي، حيث تتداول جميعها بأسعار أقل من سعر الطرح بنسب تصل إلى 25%.
السوق العالمية: انخفاض عام باستثناء الهند
على المستوى العالمي، شهدت حصيلة الاكتتابات انخفاضًا بنسبة 4% مقارنة بالعام الماضي، مع تراجع عدد الطروحات بنسبة 10%. ويعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى انخفاض نشاط سوق المال في الصين، الذي سجل أدنى مستويات النشاط في الاكتتابات العامة خلال عقد من الزمن.
في المقابل، سجلت الهند نموًا استثنائيًا، حيث تضاعفت قيمة الطروحات الأولية مرة ونصف لتصل إلى 20 مليار دولار، مع ارتفاع عدد الطروحات إلى 330 طرحًا، مما جعلها تتصدر الأسواق العالمية في 2024.
أما في الولايات المتحدة، فقد احتلت بورصة “ناسداك” المرتبة الثانية عالميًا بإجمالي طروحات بلغ 17.2 مليار دولار، تلتها بورصة نيويورك بـ 15.6 مليار دولار. وبذلك، سيطرت الولايات المتحدة على نحو 30% من إجمالي قيمة الطروحات عالميًا.
آفاق السوق السعودية
إن أداء السوق السعودية يعكس نجاح استراتيجياتها في جذب الشركات للطرح العام، إضافة إلى آليات التسعير الجيدة ونوعية الفرص المتاحة. ومع استمرار التوسع في السوق الموازية “نمو”، تزداد فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة في الوصول إلى التمويل اللازم للنمو.