السعودية تدخل سباق إنتاج الليثيوم عبر أرامكو وسط هيمنة صينية على السوق

تتجه شركة أرامكو السعودية، عملاق الطاقة العالمي، نحو تعزيز وجودها في مجال إنتاج الليثيوم، وهو المعدن الحيوي المستخدم في صناعة البطاريات لتشغيل المركبات الكهربائية. هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتنويع أنشطة الشركة بعيداً عن النفط، مع التركيز على قطاعي التعدين والطاقة النظيفة.

الليثيوم: محور اهتمام عالمي

تهيمن الصين حالياً على نحو ثلثي السوق العالمي لمعالجة الليثيوم، وهو ما يمثل تحديًا للدول والشركات التي تسعى لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها. ومع ذلك، تتزايد الاستثمارات في هذا القطاع من قبل الشركات الغربية والخليجية، بما في ذلك أرامكو.

وقد أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف أن السعودية تخطط لتطوير مرافق لمعالجة الليثيوم تجارياً خلال 3 إلى 5 أعوام، مع التركيز على التكرير والتصدير. وصرح الوزير قائلاً: “السعودية تمتلك القدرة التنافسية في مجال الطاقة والبنية التحتية المتطورة، مثل المدن الصناعية والموانئ، ما يجعلها مستعدة لدخول هذا السوق الواعد.”

أرامكو واستراتيجية التعدين

بحسب مصادر مقربة من الشركة، تعتزم أرامكو الإعلان عن تعزيز استثماراتها في تطوير الليثيوم. هذه الخطوة تأتي في إطار خطط السعودية لتوسيع قطاع التعدين والمعادن كجزء من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على عائدات النفط.

وفي الشهر الماضي، حققت أرامكو بالتعاون مع شركة “ليهايتك” الناشئة والشركة السعودية للتعدين “معادن”، أول استخراج ناجح لليثيوم من المحاليل الملحية المصاحبة لإنتاج النفط. ويُعد هذا الإنجاز خطوة أولى نحو بناء منشأتين لمعالجة الليثيوم في المملكة.

السعودية ومشاريع المركبات الكهربائية

مع ارتفاع الطلب العالمي على الليثيوم المتوقع أن يزيد سبعة أضعاف بحلول عام 2040، تعمل السعودية على بناء مركز تصنيع للمركبات الكهربائية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر. وقد بدأت شركة لوسيد موتورز، المملوكة جزئياً لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، بتجميع السيارات الكهربائية في المملكة منذ عام 2023.

إضافة إلى ذلك، يخطط الصندوق السيادي السعودي لإطلاق علامة تجارية سعودية للمركبات الكهربائية، بالتعاون مع شركة هيونداي الكورية، لبناء منشأة جديدة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

التحديات والفرص

رغم الانخفاض الحاد في أسعار الليثيوم عالميًا نتيجة العرض الزائد، تأمل السعودية في استخدام قوتها المالية وخبرتها الكيميائية لتطوير حلول مبتكرة تتيح لها المنافسة في هذا السوق. كما تسعى لتطبيق تقنيات “الاستخراج المباشر لليثيوم” من المحاليل الملحية، رغم أن هذه التقنيات لا تزال في مراحلها الأولى ولم يتم إثباتها تجارياً بعد.

شراكات عالمية لتعزيز القدرات

تستثمر شركات عالمية مثل “إكسون موبيل” و”أوكسيدنتال” و”إكوينور” النرويجية في تطوير تقنيات جديدة لإنتاج الليثيوم، مما يعكس أهمية هذا المعدن في التحول نحو الطاقة النظيفة. وفي السعودية، أعلنت شركة “يوروبيان ليثيوم” عن شراكتها مع مجموعة العبيكان للاستثمار لبناء منشأة لمعالجة الليثيوم في المملكة.