الصحراء الشرقية في مصر .. وجهة جديدة لاستثمارات “مصفاة الذهب” السعودية

تتجه شركة “الاتحاد العالمي للتعدين”، التابعة لمجموعة “مصفاة الذهب” السعودية، نحو تحقيق خطوة جديدة في مسيرتها الطموحة للنمو، وذلك عبر السعي للحصول على رخصة للتنقيب عن الذهب والمعادن الثمينة في الصحراء الشرقية بمصر. يأتي هذا التحرك استنادًا إلى تصريح يوسف عبد الرحيم، مدير العمليات ورئيس القسم القانوني بالمجموعة، الذي أكد أن مسؤولي الشركة سيتوجهون إلى القاهرة خلال الأسبوعين المقبلين لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع التعدين.

فرص واعدة في الصحراء الشرقية

تعتبر الصحراء الشرقية المصرية من المناطق الغنية بالثروات المعدنية، حيث تمتلك شركة شلاتين للثروة المعدنية محفظة واسعة من المناطق الغنية بالذهب. ووفقًا لمسؤول حكومي تحدث إلى “اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”، فإن شركة شلاتين تتمتع بسيولة مالية تُقدّر بحوالي مليار جنيه، مما يعزز قدرتها على تعزيز إنتاج الذهب وزيادة الكميات المسلمة للبنك المركزي المصري سنويًا.

وتأسست شركة شلاتين عام 2012 بهدف تنظيم عمليات البحث والتنقيب عن الذهب والخامات التعدينية الأخرى في الصحراء الشرقية، مع تقنين عمليات التعدين العشوائية واستغلال المناجم القديمة. وتساهم عدة جهات في ملكية الشركة، حيث تحوز الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية 35% من أسهمها، بينما يمتلك جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 34%، وبنك الاستثمار القومي 24%، والشركة المصرية للثروات 7%.

رؤية سعودية طموحة للتوسع الإقليمي

تُعد مجموعة “مصفاة الذهب” السعودية واحدة من أبرز الشركات العاملة في قطاع التعدين في المنطقة. تأسست المجموعة عام 2008، وهي متخصصة في التنقيب والاستكشاف واستخراج المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة. تمتلك المجموعة خبرة واسعة في إدارة عملياتها داخل السعودية، حيث تعمل في أكثر من 150 موقعًا ولديها حاليًا 25 رخصة للتنقيب، مع تقديم طلبات للحصول على 162 رخصة إضافية من وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية.

ويؤكد مدير العمليات بالمجموعة أن الشركة تسعى لاستغلال الرخص الممنوحة لها لتطوير مناجم جديدة قبل عام 2030، وفقًا لرؤية المملكة الطموحة لتعزيز مواردها غير النفطية. كما تخطط المجموعة للتوسع في عدد من الأسواق الإقليمية والدولية، بما في ذلك مصر، السودان، إثيوبيا، إريتريا، باكستان، وكازاخستان خلال العام الجاري 2025.

إمكانات ضخمة لإنتاج الذهب في مصر

تشير التقديرات إلى أن إنتاج مصر من الذهب يبلغ نحو 15.8 طن سنويًا، يأتي الجزء الأكبر منه من منجم السكري في الصحراء الشرقية، بالإضافة إلى منجمي حمش وإيقات. وتلعب شركة شلاتين دورًا رئيسيًا في تنظيم وتسليم كميات الذهب المنتجة إلى البنك المركزي المصري، بما يتماشى مع الأسعار العالمية للذهب المقومة بالدولار.

هذا التعاون بين مصر والمجموعة السعودية في مجال التعدين يحمل آفاقًا واعدة، حيث يُتوقع أن يسهم في تعزيز إنتاج الذهب وتطوير البنية التحتية للقطاع، مع تحقيق استفادة متبادلة من الخبرات والموارد المتاحة لدى الجانبين.

التوسع في قطاع التعدين: دعم للاقتصاد المصري والسعودي

تمثل هذه الخطوة من شركة “مصفاة الذهب” السعودية إضافة نوعية لاستثماراتها الإقليمية، إذ تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية، خاصة في ظل التعاون المتزايد بين البلدين في قطاعات التعدين والطاقة. كما أن استغلال الموارد المعدنية في الصحراء الشرقية بمصر يمثل فرصة كبيرة لدعم الاقتصاد المصري من خلال زيادة إنتاج الذهب وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.