العالم في حالة ضبابية: تحذير أسترالي من تأثير السياسات الأمريكية

في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية، حذر وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز من تأثيرات “مزلزلة” قد تؤثر على الاقتصاد العالمي بفعل سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة التي يقودها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والذي عاد إلى البيت الأبيض مؤخرًا. جاءت هذه التصريحات قبيل تقديم ميزانية أستراليا الوطنية الرابعة، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الحكومة الأسترالية في ظل الظروف العالمية المتقلبة.

تأثيرات السياسات الأمريكية على الاقتصاد العالمي

في مقابلة أجراها مع تلفزيون “بلومبرغ” في كانبيرا، أشار تشالمرز إلى أن “العالم يواجه حالة جديدة تمامًا من عدم اليقين”. وأوضح أن التغيرات القادمة من الولايات المتحدة ليست مفاجئة، لكنها تحمل تأثيرات كبيرة على المستوى العالمي. وأكد أن هذه السياسات، إلى جانب الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط وأوروبا، تزيد من حالة الانقسام وعدم اليقين السياسي على مستوى العالم.

وأضاف تشالمرز أن الحكومة الأسترالية تسعى من خلال الميزانية المقبلة إلى تعزيز قدرة الاقتصاد المحلي على الصمود أمام هذه التحديات الخارجية، مشيرًا إلى أن الميزانية تم تصميمها لتوفير حلول للتعامل مع الضبابية العالمية.

دعم الأستراليين في مواجهة تكاليف المعيشة

من المقرر أن تتضمن الميزانية المقبلة مساعدات جديدة للأسر الأسترالية لمواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة. ستشمل هذه المساعدات تمديد دعم فواتير الكهرباء لمدة ستة أشهر بتكلفة تصل إلى 1.8 مليار دولار أسترالي (ما يعادل 1.1 مليار دولار أمريكي). وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة لدعم المواطنين في مواجهة أزمة السكن وارتفاع أسعار الفائدة.

تحسن في الاقتصاد الأسترالي رغم التحديات

رغم التحديات العالمية، أكد تشالمرز أن الاقتصاد الأسترالي يشهد تحسنًا ملحوظًا. فقد أشار إلى انخفاض معدلات التضخم، وارتفاع الأجور الحقيقية، وزيادة المداخيل، بالإضافة إلى انخفاض معدلات البطالة مقارنة بالمعايير التاريخية. كما أوضح أن الدين العام قد انخفض، وبدأت أسعار الفائدة في التراجع، مما ساهم في تعزيز النمو الاقتصادي بقيادة القطاع الخاص.

التحديات السياسية والانتخابات المقبلة

مع اقتراب موعد الانتخابات الأسترالية، المزمع إجراؤها بحلول 17 مايو 2025، تواجه حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز تحديات كبيرة، أبرزها معالجة مخاوف الناخبين بشأن أزمة السكن وتكاليف المعيشة. ورغم تحسن شعبية الحكومة العمالية خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنها ما زالت تواجه منافسة قوية من المعارضة.

استراتيجيات الحكومة المستقبلية

أكد تشالمرز أن الحكومة الأسترالية ستركز في ميزانيتها المقبلة على دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الصناعات المحلية والطاقة الخضراء. ورغم اتباع سياسات مشابهة لتلك التي طبقتها إدارة بايدن السابقة في الولايات المتحدة، إلا أن الميزانية الجديدة لن تتضمن إعلانات جديدة في هذا المجال.