واصلت الأسهم العالمية ارتفاعها لليوم الرابع على التوالي، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. يأتي هذا الارتفاع في ظل ضعف بيانات المستهلك الأمريكي وظهور مرشح جديد لرئاسة البنك المركزي الأمريكي يدعم توجهات خفض الفائدة.
أداء الأسواق العالمية
ارتفعت الأسهم الآسيوية بشكل ملحوظ، مما ساهم في دفع مؤشر “إم إس سي آي للأسهم العالمية” إلى الصعود بنسبة 0.2%، ليقلّص بذلك خسائره الشهرية إلى 1.2%. كما حافظت سندات الخزانة الأمريكية على مكاسبها من الجلسة السابقة، مدعومة بأنباء عن بروز كيفن هاسيت كأوفر المرشحين حظاً لتولي رئاسة الاحتياطي الفيدرالي.
على صعيد العملات، شهد الدولار الأمريكي تراجعاً أمام معظم العملات العالمية، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة تزيد على 1%. وفي أسواق العملات الرقمية، قفزت عملة “بتكوين” بأكثر من 1% لتتداول قرب مستوى 88 ألف دولار، في حين صعد الذهب الذي يستفيد عادة من خفض الفائدة بنسبة 0.9% ليصل إلى 4166 دولاراً للأونصة.
توجهات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها
تشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في ديسمبر، حيث ارتفعت احتمالية هذا الخفض إلى أكثر من 90%. جاء ذلك بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية أمريكية تراجعاً في ثقة المستهلك وضعف الإنفاق، مما عزز من الرهانات على خفض الفائدة.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، على التأثير السلبي للإغلاق الحكومي الأخير على الاقتصاد الأمريكي، والذي كبد الاقتصاد خسائر بقيمة 11 مليار دولار. هذه العوامل مجتمعة زادت من الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي لدعم الاقتصاد بخفض أسعار الفائدة.
الأسواق الآسيوية والأوروبية
في آسيا، تراجعت سندات الشركات الصينية وسط مخاوف بشأن قدرة الشركات العقارية المتعثرة على سداد ديونها. أما في نيوزيلندا، فقد خفض البنك المركزي أسعار الفائدة إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات لدعم الاقتصاد، مما أدى إلى ارتفاع العملة المحلية.
وفي أوروبا، ركز المستثمرون على تصريحات وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز بشأن الميزانية الجديدة، والتي من المتوقع أن تقدم دعماً إضافياً للأسواق.
آفاق الأسواق العالمية
يبدو أن الأسواق العالمية تتجه نحو مزيد من الاستقرار مع ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين. ويرى خبراء اقتصاديون أن توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة سيسهم في دعم قطاع التكنولوجيا والأسهم عالية المخاطر، مما يعزز من فرص تحقيق مكاسب إضافية في الأسواق خلال الأشهر المقبلة.
ختاماً، يُتوقع أن يستمر أداء الأسواق في التحسن مع قرب نهاية العام، في ظل التركيز على البيانات الاقتصادية القادمة وتأثيرها على قرارات السياسة النقدية في الولايات المتحدة.


