من 77 ألف دولار إلى التعافي .. رحلة بتكوين في أسبوع عاصف

شهدت عملة بتكوين تعافيًا ملحوظًا بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال الأشهر الأربعة الماضية، في ظل موجة تصحيحية شملت الأسواق العالمية. هذا التعافي جاء بعد أسبوع حافل بالتقلبات الاقتصادية والاضطرابات في الأسواق المالية، التي أثرت على الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفرة.

أسباب التراجع الأخير

تراجع سعر بتكوين إلى حوالي 77 ألف دولار يوم الثلاثاء الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نوفمبر الماضي. يمثل هذا الانخفاض تراجعًا بنسبة 30% مقارنة بأعلى مستوى قياسي وصلت إليه العملة عند 109 آلاف دولار في يناير الماضي، يوم التنصيب الرئاسي.

هذا الانخفاض الحاد جاء نتيجة عدة عوامل، أبرزها:

1. الرسوم الجمركية الأميركية: فرض الرئيس ترامب موجة جديدة من الرسوم الجمركية، مما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.
2. احتمال الإغلاق الحكومي: المخاوف بشأن الإغلاق الحكومي الأميركي أثرت على معنويات المستثمرين.
3. تصفية المراكز الشرائية: شهدت أسواق عقود المشتقات المالية خروجًا كبيرًا للسيولة النقدية، بالإضافة إلى رهانات على انخفاض سعر بتكوين إلى مستويات أدنى.

موجة تصحيحية وتعافي الأسعار

مع نهاية الأسبوع، بدأت الأسواق تشهد موجة تصحيحية. ارتفع سعر بتكوين بنسبة 6.2% لتصل إلى 85301 دولار يوم الجمعة، بينما سجلت العملات المشفرة الأخرى مكاسب أكبر. على سبيل المثال:

• ارتفعت عملة سولانا بأكثر من 9%.
• قفزت تشين لينك بنسبة 13%.
• زادت إكس آر بي بنحو 8%.

يُعزى هذا التعافي إلى تراجع حالة البيع المفرط في الأسواق، إلى جانب تجنب الإغلاق الحكومي الأميركي، وهو ما ساهم في تهدئة المخاوف وتعزيز الثقة بين المستثمرين.

تأثير الاقتصاد الكلي

على الرغم من قمة العملات المشفرة التي استضافها ترامب في البيت الأبيض، والتي شهدت إصدار أمر تنفيذي بإنشاء احتياطي استراتيجي من بتكوين، لم تكن هذه الخطوات كافية لدفع الأسعار بشكل كبير. ما يزال المستثمرون يركزون على العوامل الاقتصادية الكلية، مثل التضخم في الولايات المتحدة وتأثير الرسوم الجمركية.

صرّح “جيمس ديفيز”، الرئيس التنفيذي لمنصة “كريبتو فالي إكستشينج”، بأن التعافي الأخير مرتبط بشكل أساسي بتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية. وأضاف أن أرقام التضخم الأميركية الأقل من المتوقع ساهمت في تخفيف المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي.

النظرة المستقبلية

توقع الخبراء أن استقرار الاقتصاد الكلي سيواصل تقديم الدعم لأسعار العملات المشفرة. وفي هذا السياق، قال “ستيفان أويلت”، المؤسس المشارك في “فرنت فاينانشيال”، إن التوقف المؤقت لعمليات تصفية الأصول الناجمة عن العوامل الاقتصادية قد يمهد الطريق لمزيد من الاستقرار في أسواق العملات المشفرة.