في خطوة طموحة تهدف إلى تعزيز تحولها نحو الطاقة النظيفة، أعلنت الصين عن خطط لبناء أكبر سد في العالم لتوليد الطاقة الكهرومائية. المشروع الذي سيتم تنفيذه على الروافد الدنيا لنهر يارلونغ زانغبو، على الحافة الشرقية لهضبة التبت، يهدف إلى إنتاج 300 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء سنويًا. هذا الرقم يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف الطاقة التصميمية لسد الخوانق الثلاثة، الذي يُعد حاليًا أكبر سد في العالم.
تفاصيل المشروع
بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، فإن المشروع سيُسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الصين للحد من انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الكربوني. كما سيُسهم في تحفيز الصناعات المرتبطة بالطاقة النظيفة وخلق فرص عمل جديدة في منطقة التبت.
شركة باور كونستركشن كوربوريشن أوف تشاينا، التي قدمت تقديرات المشروع في عام 2020، أكدت أن السد الجديد سيكون خطوة رئيسية في تعزيز البنية التحتية للطاقة في الصين. ومع ذلك، يتوقع أن تتجاوز تكاليف بناء السد التكاليف المرتفعة لسد الخوانق الثلاثة، الذي بلغت تكلفته 254.2 مليار يوان (ما يعادل 34.83 مليار دولار).
تحديات بيئية واجتماعية
أثار المشروع تساؤلات حول تأثيراته البيئية والاجتماعية في منطقة التبت، التي تُعد واحدة من أغنى النظم البيئية وأكثرها تنوعًا في العالم. لم توضح السلطات الصينية حتى الآن عدد السكان الذين قد يتأثرون جراء بناء السد أو كيف سيتم التعامل مع التحديات البيئية المرتبطة بالمشروع. يُذكر أن سد الخوانق الثلاثة تسبب في نزوح 1.4 مليون شخص، وهو رقم تجاوز التقديرات الأولية بأكثر من أربعة أضعاف.
أهمية المشروع
إلى جانب دوره في تعزيز إنتاج الطاقة النظيفة، يعتبر المشروع جزءًا من استراتيجية الصين طويلة الأمد لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وتعزيز مساهمتها في مكافحة التغير المناخي. كما سيُمكّن المشروع البلاد من تحقيق نمو اقتصادي مستدام في المناطق النائية مثل التبت، من خلال توفير فرص عمل ودعم الصناعات المحلية.
مقارنة مع سد الخوانق الثلاثة
سد الخوانق الثلاثة، الذي يقع في وسط الصين، يُعد حاليًا الأكبر في العالم بطاقة تصميمية تبلغ 88.2 مليار كيلووات/ساعة سنويًا. أما السد الجديد، فسيُنتج أكثر من ثلاثة أضعاف هذه الطاقة، مما يجعله مشروعًا فريدًا من نوعه عالميًا.