أول صندوق ثروة سيادي أمريكي .. والبيتكوين على قائمة التوقعات لإدراجها ضمنه

في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الاثنين عن توقيعه أمرًا تنفيذيًا لإنشاء أول صندوق ثروة سيادي في الولايات المتحدة. هذا الإعلان أثار العديد من التكهنات، خاصة بين مستثمري العملات الرقمية، حول إمكانية أن يشمل هذا الصندوق البيتكوين كجزء من استثماراته. وقد ساهم الخبر في رفع قيمة البيتكوين إلى ما يقارب 100 ألف دولار، مدعومة بتوقعات إيجابية بشأن إدراجها ضمن الأصول المدرجة في الصندوق.

ما هو صندوق الثروة السيادي؟

صندوق الثروة السيادي هو أداة استثمارية مملوكة للحكومة، تهدف إلى تنمية رأس المال من خلال الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول، مثل العقارات والأسهم والسندات، لتحقيق أرباح تُستخدم لاحقًا لدعم الإنفاق الحكومي.

هل ستُدرج العملات الرقمية في الصندوق؟

رغم أن الرئيس ترمب لم يذكر صراحة إدراج الأصول الرقمية مثل البيتكوين في الصندوق، إلا أن تصريحات بعض المسؤولين أثارت اهتمامًا كبيرًا. على سبيل المثال، قامت السيناتور سينثيا لوميس بوصف الإعلان بـ “صفقة كبيرة” عبر منصة “إكس”، مع استخدام رمز البيتكوين ₿ في منشورها، مما يشير إلى احتمال تورط العملة الرقمية بطريقة ما.

السوابق الدولية في الاستثمار بالعملات الرقمية

على الصعيد الدولي، ليست فكرة استثمار صناديق الثروة السيادية في العملات الرقمية جديدة. فالنرويج، التي تدير أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم بقيمة 1.7 تريليون دولار، زادت استثماراتها غير المباشرة في البيتكوين بنسبة 153% في عام 2024، لتصل إلى حوالي 400 مليون دولار. كما أن دولًا مثل الإمارات وسنغافورة خصصت جزءًا من أموال صناديقها للاستثمار في العملات الرقمية.

الخطط الأمريكية المستقبلية للعملات الرقمية

يأتي هذا الإعلان بعد أمر تنفيذي صدر الشهر الماضي يوجه كبار المسؤولين الحكوميين بدراسة إمكانية إنشاء احتياطي وطني للأصول الرقمية، بما في ذلك استخدام الأموال الحكومية لشراء العملات المشفرة والاحتفاظ بها لفترات طويلة.

الآراء المتباينة حول الاستثمار في البيتكوين

رغم الحماسة التي أثارها الإعلان، إلا أن هناك مخاوف بشأن المخاطر المرتبطة بالاستثمار في البيتكوين، نظرًا لتقلب قيمته الشديد. فقد أشار بعض الخبراء إلى أن العملات الرقمية قد تفقد أو تكسب آلاف الدولارات في غضون ساعات قليلة.

من جهة أخرى، يرى البعض أن إنشاء صندوق ثروة سيادي هو الوسيلة المثلى لدخول الحكومة الأمريكية إلى سوق العملات الرقمية. كتب نيك بهاتيا، الأستاذ المساعد في التمويل والاقتصاد التجاري بجامعة جنوب كاليفورنيا، على منصة “إكس”: “أعتقد أن صندوق الثروة السيادي للولايات المتحدة هو الوسيلة المثالية لامتلاك البيتكوين تمامًا والاستثمار في البنية التحتية للعملة”.

تحديات أخلاقية وفلسفية

من جانب آخر، أشار ديفيد سيروتا، مؤسس موقع “ذا ليفر”، إلى وجود تعارض أخلاقي بين فكرة العملات المشفرة التي تهدف لتحرير الأموال من سيطرة الحكومات، وبين توجه الحكومة الآن للاستثمار فيها. وعلق قائلاً: “هناك تعارض بين اتجاهين: الأول هو أن العملات المشفرة وسيلة لتحرير الأموال الورقية من الحكومة، والثاني هو أن الحكومة الآن تسعى للاستثمار فيها”.