في خطوة تعزز مسيرة المملكة العربية السعودية نحو تحقيق أهدافها في قطاع الطاقة وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للطاقة المتجددة، أبرمت شركتا “أكوا باور” و”السعودية للكهرباء” اتفاقًا بقيمة 13.4 مليار ريال سعودي لشراء الكهرباء من مشروع توسعة “محطة القرية للإنتاج المستقل”، وذلك بالتعاون مع “الشركة السعودية لشراء الطاقة”. يمتد العقد لمدة 25 عامًا ويهدف إلى توفير إمدادات كهربائية مستقرة ومستدامة.
تفاصيل المشروع
يقع المشروع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وتبلغ طاقته الإنتاجية 3010.3 ميغاواط. يتميز المشروع بالجاهزية لتبني تقنيات التقاط الكربون، مما يجعله أحد المشاريع الرائدة في مجال الاستدامة البيئية. تمتلك كل من “أكوا باور” و”السعودية للكهرباء” حصة تبلغ 40% من المشروع، في حين يُتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري الكامل في الربع الثاني من عام 2028.
يشمل المشروع محطة غازية لإنتاج الطاقة الكهربائية تعمل بنظام الدورة المركبة، إضافةً إلى محطة تحويل كهربائية بجهد 380 كيلوفولت. هذا المشروع الطموح يستهدف دعم احتياجات المملكة المتزايدة من الكهرباء، خاصةً مع تركيز السعودية على بناء اقتصاد تقني يعتمد على الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
دور “أكوا باور” في تحقيق رؤية السعودية
تعد “أكوا باور”، التي يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 44% من أسهمها، حجر الزاوية في استراتيجية المملكة لتعزيز الطاقة المتجددة. على الصعيد المحلي والدولي، تتطلع الشركة إلى توسيع مشاريعها لتصل إلى 250 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يعزز من مكانتها كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة المتجددة.
وفي سياق متصل، حققت “أكوا باور” تقدمًا كبيرًا في مشاريعها الأخرى، حيث بدأت التشغيل التجاري لمحطة الشعيبة الثانية للطاقة الشمسية الكهروضوئية المستقلة. المشروع، الذي تقدر طاقته الإنتاجية الإجمالية بـ 2,060 ميغاواط، يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف المملكة في مجال الطاقة الشمسية. ومن المتوقع أن يظهر الأثر المالي لهذا المشروع خلال الربع الثاني من عام 2025.
استثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية
بالإضافة إلى مشروع الشعيبة، كانت “أكوا باور” قد وقعت في يوليو 2023 اتفاقيات تمويل لمشروعي الشعيبة 1 و2 للطاقة الكهروضوئية المستقلة، بتكلفة استثمارية بلغت 8.3 مليار ريال. تضمنت هذه الاتفاقيات شراكات مع جهات بارزة مثل شركة الكهرباء القابضة “بديل” المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، وأرامكو السعودية.
مستقبل مشرق للطاقة في السعودية
تأتي هذه المشاريع ضمن إطار رؤية السعودية 2030، التي تضع الطاقة المتجددة في صميم استراتيجيتها للتنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط. مع تزايد الطلب على الكهرباء لتلبية احتياجات مشاريع التقنية والذكاء الاصطناعي، تسعى المملكة لتأمين مصادر طاقة مستدامة تدعم تطلعاتها.
