تشهد أسعار النفط استقراراً ملحوظاً مع نهاية عام 2024، حيث ركز المتداولون بشكل كبير على التحديات والفرص التي قد تواجه السوق في عام 2025. وتأتي هذه النظرة في ظل وجود عوامل عديدة تؤثر على السوق، بدءاً من وفرة المعروض النفطي المتوقع، وصولاً إلى حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، خاصة مع تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصباً جديداً.
استقرار الأسعار عند مستويات محددة
استقر خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 70 دولاراً للبرميل خلال تعاملات خفيفة الأسبوع الماضي، بعد تحقيقه ارتفاعاً نسبياً بنسبة 1.6%. أما خام برنت، فقد أغلق بالقرب من 74 دولاراً للبرميل. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن وفرة المعروض ستشكل تحدياً كبيراً في العام القادم، الأمر الذي قد يُصعب على تحالف “أوبك+” إعادة بعض إنتاجه السابق إلى الأسواق.
عوامل متقلبة تؤثر على السوق
شهدت السوق النفطية خلال الأشهر الأخيرة من عام 2024 إشارات متناقضة أثرت على معنويات المستثمرين. فمن جهة، أسهمت الأعمال العدائية المستمرة في منطقة الشرق الأوسط في رفع الأسعار نتيجة المخاوف المتعلقة بالإمدادات. ومن جهة أخرى، شكلت مخاوف الطلب الصيني ضغطاً على الأسعار، لا سيما مع التباطؤ النسبي في الاقتصاد الصيني، وهو أحد أكبر المستهلكين للنفط في العالم.
السياسات الأمريكية وتأثيرها المتوقع
مع بداية عام 2025، يتوقع أن تلعب السياسات الأمريكية دوراً كبيراً في تحديد اتجاهات السوق، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى واجهة المشهد السياسي. فقد هدد بفرض رسوم جمركية على كل من كندا والمكسيك، وهما دولتان رئيسيتان في إنتاج وتصدير النفط. بالإضافة إلى ذلك، تعهد مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي، مايك والتز، بممارسة “أقصى قدر من الضغط” على إيران، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الجيوسياسية وزيادة حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة.
نظرة مستقبلية لعام 2025
تشير العديد من التقارير إلى أن وفرة المعروض النفطي ستكون السمة الأبرز لسوق النفط في العام المقبل، مما قد يحد من فرص ارتفاع الأسعار بشكل كبير. في الوقت نفسه، ستظل الأسواق تراقب عن كثب تطورات السياسات الجيوسياسية والاقتصادية التي قد تغير المشهد بشكل جذري.