شهدت أسعار النفط انخفاضًا حادًا لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر الماضي، متأثرة بالبيانات الاقتصادية الضعيفة القادمة من الصين، والتي أثارت توقعات قاتمة بشأن الطلب على النفط. خام “برنت” تم تداوله قرب مستوى 70 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام “تكساس” إلى أقل من 67 دولارًا للبرميل، وذلك بعد سلسلة من التراجعات استمرت 7 أسابيع متتالية.
العوامل المؤثرة في انخفاض أسعار النفط
1. تباطؤ الاقتصاد الصيني:
أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة من الصين تفاقم الانكماش الاقتصادي، حيث انخفض معدل التضخم الاستهلاكي إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ 13 شهرًا. هذا التراجع يعكس الضغوط الانكماشية على الاقتصاد الصيني، الذي يُعد أكبر مستورد للنفط في العالم، مما أدى إلى انخفاض الطلب على النفط.
2. عوامل هبوطية متعددة:
تأثرت أسعار النفط بعدة عوامل سلبية، أبرزها:
- تصاعد الحرب التجارية العالمية.
- خطة تحالف “أوبك+” لزيادة إنتاج النفط.
- المحادثات الجارية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 أعوام في أوكرانيا.
هذه العوامل دفعت بالمضاربين إلى تقليص رهاناتهم الصعودية على خام “برنت”، وهو ما أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير.
3. قرارات أوبك+ والسعودية:
في خطوة مفاجئة، أعلن تحالف “أوبك+” الأسبوع الماضي عن زيادة الإمدادات ابتداءً من شهر أبريل، بعد تأجيلات متعددة بسبب ضعف السوق. كما خفضت السعودية أسعار بيع النفط للمشترين في آسيا يوم الجمعة الماضي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها ذلك منذ 3 أشهر.
التوقعات المستقبلية
رغم هذه التطورات، يُظهر المشهد الاقتصادي العالمي حالة من عدم اليقين. رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أشار إلى أن المسؤولين لا يرون ضرورة التسرع في خفض أسعار الفائدة، رغم ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فقد قلل من المخاوف بشأن تأثير إجراءاته التعريفية على النمو الاقتصادي، معتبرًا أن الاقتصاد يمر بفترة انتقالية.
تأثيرات سلبية على الأسواق
مع استمرار هذه الضغوط، تعاني أسعار النفط من صعوبة اكتساب زخم صعودي. ومن المتوقع أن يستمر التأثير السلبي للعوامل الهبوطية، خاصة مع ضعف الطلب من الصين وزيادة الإمدادات من قبل “أوبك+”.
