شهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا خلال التعاملات الآسيوية في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، الموافق 27 يناير 2025، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي وترقب المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة. يأتي ذلك في وقت تسود فيه حالة من القلق والترقب حول السياسات الاقتصادية الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب وتأثيرها على الأسواق العالمية.
أسعار الذهب تحت الضغط
بحلول الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش، تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 2768.01 دولار للأونصة، بينما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% لتسجل 2772.70 دولار للأونصة. في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، مما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى.
ترقب قرار الفيدرالي
من المتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، والتي تتراوح بين 4.25% و4.50%، خلال اجتماعاته المقررة يومي 28 و29 يناير الجاري. ومع ذلك، فإن التركيز الأساسي للمستثمرين ينصب على كيفية تعامل الفيدرالي مع السياسات الاقتصادية الجديدة التي قد تنتهجها إدارة ترمب. وتشمل هذه السياسات مطالبات بخفض تكاليف الاقتراض، وهو ما قد يؤثر على توجهات أسعار الفائدة في المستقبل.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار نقطة مئوية كاملة خلال العام الماضي. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي، مع انخفاض معدلات البطالة واستمرار النمو الاقتصادي، مما يدعم إبقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
جاذبية الذهب كملاذ آمن
مع استقرار التضخم عند مستويات قريبة من 2%، قد تتراجع جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم، خاصة في ظل سياسات ترمب التي يُنظر إليها على أنها تضخمية. وتشير هذه السياسات إلى احتمال استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، مما يحد من الطلب على الذهب.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات صندوق “إس.بي.دي آر جولد شيرز” – وهو أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب على مستوى العالم – انخفاض حيازاته بنسبة 0.47% إلى 860.17 طن يوم الجمعة، مقارنة بـ864.19 طن يوم الخميس.
أسواق المعادن الأخرى
لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تراجعات اليوم؛ فقد انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 30.52 دولار للأونصة، وهبط البلاديوم بنسبة 0.8% ليسجل 979.72 دولار للأونصة، كما تراجع البلاتين بنسبة 0.4% إلى 945.20 دولار للأونصة.
نظرة مستقبلية للأسواق
مع استمرار حالة الترقب لقرارات الفيدرالي، من المتوقع أن تظل الأسواق المالية متقلبة خلال الأيام المقبلة. كما أن قوة الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسات النقدية ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار الذهب والمعادن الثمينة الأخرى.
في النهاية، يبقى الذهب تحت ضغط مزدوج من ارتفاع الدولار وتوقعات السياسات النقدية الأمريكية، مما يجعل المستثمرين في حالة من الحذر الشديد بانتظار ما ستؤول إليه قرارات الفيدرالي في اجتماعاته القادمة.