في إطار جهودها المستمرة لتعزيز مكانتها في الأسواق المالية العالمية، أقدمت المملكة العربية السعودية على خطوة جديدة لتوسيع شبكة المتعاملين الدوليين في أدوات الدين الحكومية المحلية. جاء ذلك بعد تعيين بنك “سوسيتيه جنرال” الفرنسي كمتعامل أولي، لينضم إلى قائمة من المؤسسات المالية العالمية الكبرى التي تعمل مع المركز الوطني لإدارة الدين.
أهداف إستراتيجية لتطوير السوق المالية
يأتي تعيين بنك “سوسيتيه جنرال” ضمن إستراتيجية المركز الوطني لإدارة الدين الرامية إلى تطوير أسواق دين متقدمة وفعّالة. هذا التوجه يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز عمق أسواق المال، وجذب رؤوس الأموال العالمية، وتنويع الاقتصاد. وأوضح المركز أن هذه الخطوة تُعَدّ انعكاسًا لثقة المجتمع المالي الدولي بالأسواق المالية السعودية.
تُعَدّ مشاركة “سوسيتيه جنرال” خطوة إستراتيجية نحو تعزيز الحضور الدولي للسوق المحلية، حيث يعتمد المركز في اختيار المتعاملين الأوليين على معايير دقيقة، تشمل الأداء في أسواق الدين العالمية، والانتشار الدولي، والقدرة على الوصول إلى قاعدة واسعة من المستثمرين.
تعزيز التنافسية والسيولة
وفقًا للبيان الصادر، فإن المتعاملين الأوليين يلعبون دورًا محوريًا في تعزيز السيولة في السوق وتوسيع قاعدة المستثمرين. من خلال مشاركتهم في الإصدارات الشهرية لأدوات الدين الحكومية المحلية، يسعى المركز الوطني لإدارة الدين إلى ضمان وصول المستثمرين الدوليين، ما يفتح آفاقًا جديدة لتبادل الخبرات وتطبيق أفضل الممارسات العالمية.
دور المؤسسات المحلية والدولية
حاليًا، تضم قائمة المتعاملين الأوليين مجموعة من المؤسسات المالية المحلية والدولية. وتشمل المؤسسات الدولية “بي إن بي باريبا”، و”سيتي جروب”، و”جولدمان ساكس”، و”جي بي مورجان”، و”ستاندرد تشارترد”، إضافة إلى “سوسيتيه جنرال”. أما على الصعيد المحلي، فهناك 10 مؤسسات مالية سعودية تعمل كمتعاملين أوليين، منها البنك الأهلي السعودي، ومصرف الراجحي، وشركة البلاد للاستثمار، وشركة الجزيرة للأسواق المالية.
انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني
هذا التوسع في شبكة المتعاملين الدوليين يعزز من مكانة المملكة كوجهة جاذبة للاستثمارات العالمية. كما أنه يسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 عبر زيادة عمق وتنافسية الأسواق المالية، وتعزيز دورها في دعم الاقتصاد الوطني وتنويعه.
