في خطوة تُعد الأولى من نوعها، أعلنت الولايات المتحدة عن توصلها إلى اتفاق جديد مع بنما يسمح للسفن الحكومية الأمريكية بعبور قناة بنما دون دفع رسوم مرور. جاء هذا الإعلان بعد ضغوط شديدة مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلطات البنمية، ما أثار جدلًا واسعًا حول تأثير السياسة الأمريكية على المصالح الدولية في المنطقة.
موقف الولايات المتحدة
صرحت وزارة الخارجية الأمريكية عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بأن هذا القرار سيوفر على الحكومة الأمريكية ملايين الدولارات سنويًا. ويُعتبر هذا الإعفاء جزءًا من التنازلات التي حصلت عليها الولايات المتحدة بعد محادثات مكثفة أجراها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع الحكومة البنمية. روبيو وصف الرسوم المفروضة سابقًا على السفن الأمريكية بأنها “غير عادلة”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تلعب دورًا رئيسيًا في حماية الممر المائي الحيوي.
منذ انتخابه، أبدى ترامب امتعاضه من وجود شركات صينية تُدير موانئ على جانبي القناة، معبرًا عن قلقه من احتمال استخدام الصين نفوذها لإغلاق الممر أمام الولايات المتحدة خلال أي أزمة مستقبلية. كما لوّح ترامب بعدم استبعاد استخدام القوة لاستعادة السيطرة على القناة، التي كانت تحت الإدارة الأمريكية قبل أن تُسلّم إلى بنما في أواخر القرن الماضي.
رد فعل بنما
على الجانب الآخر، نفت هيئة قناة بنما بشكل قاطع إعفاء السفن الحكومية الأمريكية من دفع رسوم المرور، مؤكدة التزامها بإدارة القناة بشكل مستقل ودون تدخل خارجي. كما نفت بنما وجود أي دور للصين في تشغيل القناة، على الرغم من أن هناك شركات صينية تعمل في إدارة الموانئ المحيطة بالقناة.
في محاولة لتهدئة المخاوف الأمريكية، أعلن الرئيس البنمي خوسيه راوول أن بلاده لن تجدد عضويتها في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، ما قد يُفسر كخطوة لتقليل النفوذ الصيني في المنطقة. ومع ذلك، أبدى ترامب استياءه من هذه الخطوة، معتبرًا أنها غير كافية، رغم اعترافه بأن بنما قدمت تنازلات معينة.
أهمية قناة بنما
تُعد قناة بنما شريانًا حيويًا لحركة التجارة العالمية، حيث تمر عبرها 40% من حركة الحاويات الأمريكية. ومن هذا المنطلق، ترى الولايات المتحدة أن ضمان حرية مرور سفنها عبر القناة يُعد مسألة استراتيجية. علاوة على ذلك، فإن هذا القرار يعكس التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في أمريكا اللاتينية.
نظرة مستقبلية
من المقرر أن تُجرى محادثات جديدة بين الولايات المتحدة وبنما يوم الجمعة لمناقشة القضايا العالقة. في خطاب تنصيبه، أشار ترامب إلى نيته “استعادة القناة” التي بنتها الولايات المتحدة قبل نحو قرن، ما يُشير إلى أن القضية قد تشهد المزيد من التوترات في المستقبل.
![](https://araconomy.com/wp-content/uploads/2024/09/araconomy_n_logo_6.png)