في خطوة رائدة لتعزيز استدامة الموارد المائية وتطبيق أحدث الابتكارات التقنية، أطلقت المملكة العربية السعودية أول محطة لا مركزية في العالم لمعالجة مياه الصرف الصحي باستخدام تقنية النانو. تقع المحطة في حي الموسى شرق مدينة جدة، وتهدف إلى معالجة المياه وإعادة استخدامها بطريقة فعالة وصديقة للبيئة، مما يعكس الطموح السعودي في تحقيق الريادة العالمية في تقنيات المياه.
تقنية مبتكرة ونقلة نوعية
تُعد هذه المحطة، التي تعمل بحجم حاوية شحن (كونتينر)، نموذجاً مبتكراً لمعالجة المياه، حيث تعتمد على تقنية “النانو كلاي” (الطين النانوي) لمعالجة ما يصل إلى 1000 متر مكعب يومياً. وتتميز العملية بانخفاض استهلاك الطاقة إلى 0.2 كيلوواط لكل متر مكعب، مع القضاء على انبعاثات الروائح. كما تتيح المحطة إعادة استخدام المياه المعالجة في الري، مما يمثل حلاً عملياً ومستداماً لتحديات المياه في المملكة.
أثر بيئي واقتصادي
وفقاً لتصريحات المهندس طارق الغفاري، وكيل الرئيس للأبحاث والتقنيات الواعدة في الهيئة السعودية للمياه، فإن هذه التقنية تحقق وفراً في استهلاك الطاقة بنسبة 66% مقارنة بالطرق التقليدية. كما تمر المياه بعد المعالجة بنظام حوكمة لضمان الجودة، حيث تُستخدم المياه الناتجة في عمليات الري، بينما تتم معالجة المياه ذات التركيز العالي بالتعاون مع شركات المياه المتخصصة. وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية المملكة لتحويل المياه المعالجة إلى مورد اقتصادي حيوي.
الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الكفاءة
تسعى المملكة إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه، لتحسين كفاءة العمليات وخفض التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 20%. وتساهم هذه التقنيات في تقليل استهلاك المواد الكيميائية، وتقليل ترسب الأملاح، مما يعزز من كفاءة تشغيل المحطات ويطيل عمرها الافتراضي.
دعم الابتكار والاستثمار
خلال مؤتمر الابتكار في استدامة المياه 2025، الذي شهد إطلاق المحطة، تم الإعلان عن 23 ابتكاراً جديداً في قطاع المياه، بما في ذلك حلول تقنية متقدمة لتحسين عمليات المعالجة والتشغيل. وأكدت الهيئة السعودية للمياه أن هذه الابتكارات تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الشركات المحلية والدولية، مما يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي لتقنيات المياه.


