في خطوة تعبّر عن مساعي الحكومة السورية لإعادة بناء البلاد بعد سنوات من الحرب، أعلن رئيس هيئة الطيران المدني والنقل الجوي السوري، أشهد الصليبي، أن مطار دمشق الدولي سيبدأ استقبال الرحلات الدولية مجددًا اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل الموافق السابع من يناير 2025. يأتي هذا الإعلان في إطار جهود إعادة تأهيل المطارات السورية، بما في ذلك مطاري دمشق وحلب، بهدف تعزيز التواصل الدولي والاقتصاد المحلي.
إعادة تأهيل المطارات: خطوة استراتيجية
صرّح الصليبي لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن المرحلة الحالية تشهد إعادة تأهيل كاملة لمطاري دمشق وحلب بمساعدة شركاء دوليين. وأكد أن الهدف هو تطوير البنية التحتية لتكون قادرة على استقبال الرحلات الجوية من جميع أنحاء العالم، مما يمهّد الطريق أمام شركات الطيران العالمية والعربية لاستئناف رحلاتها إلى سوريا.
وأضاف الصليبي: “نطمئن شركات الطيران بأن مطاراتنا ستكون جاهزة لاستقبال الرحلات بما يتماشى مع المعايير الدولية”.
خلفية اقتصادية صعبة
تأتي هذه الخطوة في ظل تحديات اقتصادية كبيرة تعيشها سوريا بعد عقد من الحرب الأهلية. فقد خسرت البلاد مليارات الدولارات من عائدات النفط، مما أدى إلى تدهور حاد في الاقتصاد. وتشير التقديرات إلى أن نحو 75% من السكان يعيشون على أقل من 3.65 دولار يوميًا، بينما يعيش أكثر من 33% على أقل من 2.15 دولار يوميًا، وفقًا لتقارير البنك الدولي.
ورغم هذه الظروف، تسعى الحكومة السورية إلى إنعاش الاقتصاد عبر بناء شراكات دولية، وإعادة تطوير قطاع النفط، وتخفيف العقوبات الغربية المفروضة عليها.
آمال في مستقبل أفضل
قبل عام 2011، كانت سوريا دولة ذات اقتصاد متنامٍ ومجتمع خالٍ تقريبًا من الفقر المدقع. ومع استئناف الرحلات الدولية وإعادة تأهيل البنية التحتية، تسعى الحكومة السورية إلى فتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للسكان.
المساعدات الإنسانية مستمرة
في سياق متصل، وصلت الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة إلى سوريا، محملة بـ28 طنًا من المواد الغذائية والطبية والإيوائية. تعكس هذه المساعدات التضامن الدولي مع الشعب السوري، وتؤكد على أهمية الدعم الإنساني خلال هذه الفترة الانتقالية.
تحديات حاضرة ومستقبل واعد
ورغم التفاؤل الذي يعكسه استئناف الرحلات الدولية، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام الحكومة السورية، أبرزها رفع العقوبات الغربية واستعادة السيطرة على قطاع النفط. ومع ذلك، فإن تحسين البنية التحتية وتطوير المطارات يمثلان جزءًا من رؤية شاملة لإعادة بناء البلاد.