في خطوة تاريخية جديدة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميًا يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024 خلال اجتماع “كونجرس فيفا” عن فوز المملكة العربية السعودية باستضافة بطولة كأس العالم 2034. يأتي هذا الإعلان تتويجًا لجهود كبيرة بذلتها السعودية لتقديم ملف استضافة متكامل ومميز حظي بتقدير عالمي، حيث حصل على أعلى تقييم في تاريخ “فيفا”، بلغ 419.8 من أصل 500.
السعودية تنطلق نحو العالمية
تعد استضافة السعودية لكأس العالم 2034 أحد أهم الإنجازات الرياضية في تاريخها الحديث. وقد صرح رئيس “فيفا”، جياني إنفانتينو، بأن هذه النسخة ستكون “فريدة وغير مسبوقة”، مشيدًا بالمستوى المتكامل الذي قدمته المملكة في ملف الترشح. الملف الذي حمل شعار “معًا.. ننمو”، ركز على الابتكار واستخدام أحدث التقنيات لخلق تجربة استثنائية للجماهير واللاعبين.
وزير الرياضة السعودي، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، أكد أن المملكة ستقدم بطولة نوعية تلتزم بأعلى المعايير العالمية، مشيرًا إلى أن الفوز يعكس ثقة المجتمع الدولي بالرياضة السعودية، ويعد لحظة تاريخية ستنطلق منها المملكة نحو آفاق رياضية جديدة.
البنية التحتية: ركيزة أساسية للنجاح
الملف السعودي تميز بتقديم رؤية شاملة تضمنت استضافة البطولة في خمس مدن رئيسية هي: الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم. هذه المدن ستحتضن 15 ملعبًا متطورًا، 11 منها جديدة بالكامل، إضافةً إلى 10 مدن داعمة للمدن المضيفة. كما ستوفر خطة الاستضافة أكثر من 230 ألف غرفة لاستقبال الوفود، كبار الشخصيات، والمنتخبات المشاركة، بالإضافة إلى الإعلاميين والجماهير.
مدينة نيوم، التي تعد أحد المشاريع الطموحة في رؤية السعودية 2030، ستشهد مراسم قرعة كأس العالم 2034، مما يعكس مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتطور.
التكنولوجيا والابتكار في قلب التجربة
ركز الملف السعودي أيضًا على استخدام تقنيات حديثة لخلق تجربة رياضية متكاملة. ستستخدم المملكة تطبيقات رقمية لإدارة التذاكر، النقل، وتوفير تجارب افتراضية للجماهير، مما يجعل من كأس العالم 2034 تجربة فريدة تمزج بين التكنولوجيا والرياضة.
هذا النهج يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، ويؤكد التزامها بتقديم تجربة استثنائية على المستويين الرياضي والترفيهي.
احتفال وطني بالإنجاز
فور الإعلان عن الفوز، انطلقت الاحتفالات في مختلف مناطق المملكة، حيث عبر المواطنون عن فخرهم واعتزازهم بهذا الإنجاز الكبير. الفوز باستضافة كأس العالم 2034 ليس مجرد حدث رياضي، بل هو شهادة على قدرة المملكة على المنافسة عالميًا وتعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية.
نظرة مستقبلية
استضافة كأس العالم 2034 تمثل فرصة ذهبية للسعودية لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية، ليس فقط في مجال الرياضة، ولكن أيضًا في مجالات الاقتصاد، السياحة، والتكنولوجيا. هذه البطولة ستكون منصة لنشر قيم المحبة، التسامح، والسلام، كما أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل.