انطلق اليوم في الرياض مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، في حدث غير مسبوق يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط. يمثل المؤتمر خطوة سعودية رائدة لتسريع التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية الكبرى مثل تدهور الأراضي، التصحر، والجفاف.
التحديات العالمية وتأثير التصحر
خلال افتتاح المؤتمر، ألقى وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، كلمة أكد فيها أن التصحر والجفاف يشكلان تهديدًا مباشرًا لأكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050. وأشار إلى تقارير دولية تُظهر تدهورًا سنويًا لأكثر من 100 مليون هكتار من الأراضي الزراعية والغابات والمراعي، مما يؤثر على حياة أكثر من 3 مليارات شخص سنويًا.
وأوضح الفضلي أن هذه المشكلات تؤدي إلى خسائر اقتصادية هائلة تُقدر بـ6 تريليونات دولار سنويًا، فضلًا عن تأثيراتها السلبية على التنوع البيولوجي والمناخ، مما يدفع بالمزيد من الهجرة وعدم الاستقرار الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم.
مبادرات سعودية بارزة
أعلنت المملكة عن عدة مبادرات طموحة لمكافحة التصحر والجفاف، أبرزها إطلاق “شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف” بدعم مالي يصل إلى 150 مليون دولار على مدى 10 سنوات. كما أشار الفضلي إلى تنفيذ استراتيجية وطنية للزراعة تهدف إلى تعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي، والإدارة المستدامة للأراضي، وخفض هدر الغذاء بنسبة تصل إلى 50%.
إلى جانب ذلك، تواصل المملكة جهودها لتحقيق أهداف مبادرة “السعودية الخضراء”، التي تضم التزامًا بإعادة تأهيل أكثر من 74 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، حيث تم بالفعل إعادة تأهيل 94 ألف هكتار وزراعة 49 مليون شجرة منذ عام 2021.
التزام سعودي بالتنمية المستدامة
تسعى السعودية إلى تحقيق الأهداف البيئية العالمية من خلال رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 50% بحلول عام 2030، وخفض الانبعاثات الكربونية. كما أعلنت عن إنشاء صندوق بيئي جديد، و5 مراكز بيئية متخصصة، واعتماد استراتيجية وطنية شاملة للمحافظة على المياه وتعزيز استدامة الزراعة.
التصحر في سياق عالمي
بحسب تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ارتفعت حالات الجفاف ومدتها بنسبة 29% منذ عام 2000 مقارنة بالعقدين السابقين. كما أشار أمين اتفاقية مكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، في كلمته بالمؤتمر إلى أن إصلاح الأراضي يعد أداة فعالة لمواجهة التحديات العالمية الكبرى مثل المناخ والجفاف.
وأكد ثياو على دور السعودية الريادي في دعم المبادرات البيئية مثل “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”. وأثنى على الجهود السعودية في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر، مشيرًا إلى أن الضيافة السعودية تجسد قيمًا متأصلة في المجتمع وتشجع على العمل الجماعي.