تشهد العلاقات الاقتصادية بين السعودية وأذربيجان تطورًا ملحوظًا، حيث تتحرك المملكة لتعزيز استثماراتها ورفع مستوى التبادل التجاري مع أذربيجان، الذي لا يزال دون الإمكانات المتاحة بين البلدين. جاء ذلك ضمن مبادرات تهدف إلى فتح قنوات استثمارية جديدة وتسهيل دخول المستثمرين إلى السوقين، وفقًا لما أكده مهدي آل هضبان، رئيس مجلس الأعمال السعودي الأذربيجاني.
زيادة التعاون الاقتصادي
يترأس آل هضبان وفدًا تجاريًا سعوديًا يزور العاصمة الأذربيجانية باكو نهاية الأسبوع الجاري. تهدف الزيارة إلى مناقشة الملفات الاقتصادية ومعالجة التحديات التي تواجه المستثمرين، مع التركيز على تعزيز الاستثمارات بين البلدين. وعلى الرغم من أن حجم الاستثمارات السعودية في أذربيجان لا يزال محدودًا نسبيًا، فإن الجانبين يعكفان على رفع مستوياته خلال السنوات المقبلة، في ظل انفتاح اقتصادي متزايد في باكو ورغبة سعودية واضحة في تنويع الاستثمارات الخارجية ضمن إطار رؤية السعودية 2030.
نمو متزايد في التبادل التجاري
بحسب إحصائيات الجانب الأذربيجاني، ارتفع التبادل التجاري بين البلدين بأكثر من 2.4 ضعف خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. هذا التحسن الواضح يعكس نموًا تدريجيًا في النشاط الاقتصادي بين الرياض وباكو. ورغم ذلك، لا تزال الأرقام الحالية أقل بكثير من الإمكانات المتاحة، حيث بلغت صادرات السعودية إلى أذربيجان 26.9 مليون دولار في 2024، مسجلة انخفاضًا بنسبة 5.6% مقارنة بالعام السابق.
فرص استثمارية واعدة
أشار آل هضبان إلى أن قطاعات مثل الطاقة، السياحة، الزراعة، التقنية، البنية التحتية، والخدمات اللوجستية تمثل مجالات رئيسية للتكامل الاقتصادي بين البلدين. كما أن هناك مشروعات ومبادرات مشتركة في مراحل مختلفة، خاصة في قطاعي الطاقة المتجددة والخدمات. تعمل هذه الجهود بالتعاون مع وكالة المنشآت الصغيرة والمتوسطة الأذربيجانية، ما يعزز فرص جذب المزيد من الاستثمارات المتبادلة.
التحديات والجهود المبذولة
تواجه الاستثمارات السعودية في أذربيجان تحديات عدة، أبرزها بعض الإجراءات التنظيمية والجوانب اللوجستية، خاصة في مجالي النقل والتخليص الجمركي. ومع ذلك، يعمل مجلس الأعمال السعودي الأذربيجاني بشكل وثيق مع الجهات الحكومية والسفارات في كلا البلدين لتجاوز هذه العقبات وتحفيز تدفق الاستثمارات.
رؤية مستقبلية للتعاون
تتضمن خطة عمل مجلس الأعمال السعودي الأذربيجاني، الذي يمتد دورته الحالية لأربع سنوات، استراتيجية لتعزيز الشراكات بين القطاعين الخاصين في البلدين. تشمل الخطة تنظيم منتديات ولقاءات استثمارية متخصصة لزيادة التفاعل التجاري. كما أشار آل هضبان إلى أن المجلس يسعى لتحقيق تكامل مستدام في العلاقات الاقتصادية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
صندوق سيادي مشترك
في سياق تعزيز التعاون الاقتصادي، دعا وزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف، خلال زيارة إلى مجلس الغرف السعودية، إلى تأسيس صندوق سيادي استثماري مشترك بين السعودية وأذربيجان. من المتوقع أن يساهم هذا الصندوق في دفع عجلة الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية، بما يعزز العلاقات الاقتصادية الثنائية.
