في خطوة تعكس طموحات المملكة العربية السعودية لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية في قطاع الطيران، أعلنت مجموعة “السعودية” توقيع صفقة كبيرة مع شركة “إيرباص” الأوروبية لشراء 20 طائرة من طراز A330neo. الصفقة التي تم توقيعها في مقر مصنع “إيرباص” بمدينة تولوز الفرنسية تمثل نقلة نوعية في قطاع الطيران بالمملكة، خاصة مع تخصيص 10 طائرات منها لشركة طيران “أديل” الاقتصادي.
الصفقة وأبعادها الاقتصادية
تعزيز أسطول الطيران السعودي
تهدف هذه الصفقة إلى تعزيز قدرات أسطول مجموعة “السعودية”، حيث تسعى المجموعة إلى توسيع خدماتها محليًا ودوليًا لتصل إلى 250 وجهة بحلول السنوات القادمة. حاليًا، تمتلك الخطوط السعودية أسطولًا مكونًا من 194 طائرة، ومع التوسع المخطط له، من المتوقع أن يصل العدد الإجمالي إلى 385 طائرة، وهو ما يعزز قدرة المملكة على تلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي.
دعم الطيران الاقتصادي
تخصص الصفقة نصف الطائرات لشركة “أديل”، وهي الذراع الاقتصادي للمجموعة. هذه الخطوة تعكس رؤية المملكة لتوسيع خدمات الطيران منخفض التكلفة، ما يتيح لشريحة أوسع من المسافرين الاستفادة من خدمات النقل الجوي، خاصة في ظل زيادة الطلب على الرحلات الداخلية والدولية منخفضة التكلفة. ومن المقرر أن تتيح الطائرات الجديدة لشركة “أديل” تشغيل رحلات لمسافات أطول، مما يوسع من شبكة وجهاتها الدولية.
مواءمة مع رؤية 2030
تعكس هذه الصفقة التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز قطاع النقل كجزء من استراتيجية تنويع الاقتصاد السعودي. استثمار المملكة في قطاع الطيران لا يقتصر فقط على شراء الطائرات، بل يشمل أيضًا تطوير البنية التحتية للمطارات وزيادة السعة التشغيلية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين.
فرص العمل والنمو الاقتصادي
مع استلام الطائرات الجديدة بحلول عام 2027 واستكمال التسليم بحلول 2029، من المتوقع أن تساهم هذه الصفقة في تحفيز النمو الاقتصادي للمملكة عبر خلق فرص عمل جديدة في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية. كما أن التوسع في أسطول الطائرات سيدعم نمو السياحة، حيث تطمح المملكة إلى جذب 150 مليون سائح سنويًا.
أهمية الطائرات الجديدة A330neo
تتميز طائرات A330neo بكفاءتها العالية في استهلاك الوقود، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لخطوط الطيران التي تسعى لتقليل تكاليف التشغيل وتقليل الانبعاثات الكربونية. كما أن هذه الطائرات توفر مستوى عاليًا من الراحة للمسافرين، ما يعزز تنافسية الخطوط السعودية وشركاتها التابعة في السوقين المحلي والدولي.
التنافسية الإقليمية والدولية
تبرز الصفقة التزام المملكة بتعزيز تنافسيتها في قطاع الطيران، حيث تستهدف المجموعة رفع طاقتها التشغيلية لتلبية الطلب المتزايد من المسافرين. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشتد فيه المنافسة في المنطقة، خاصة مع توسع شركات الطيران الكبرى في الشرق الأوسط مثل الخطوط القطرية وطيران الإمارات.
توجه استراتيجي نحو المستقبل
لا شك أن توقيع هذه الصفقة يعكس رؤية استراتيجية طويلة الأمد لمجموعة “السعودية”. فهي لا تسعى فقط إلى توسيع أسطولها، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للنقل الجوي، مما يدعم تطلعات المملكة لأن تصبح أحد المحاور العالمية الرئيسية في قطاع الطيران.
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
← 
← 
← 
← 
← 
← 
← 
