في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز مكانتها كمركز عالمي للتنمية الصناعية والاقتصادية، أعلنت السعودية اليوم عن توقيع تسع اتفاقيات استثمارية مع شركات أجنبية بقيمة تزيد عن 35 مليار ريال (9.32 مليار دولار). جاء هذا الإعلان خلال مبادرة مرونة سلاسل التوريد العالمية، التي أُقيمت على هامش مؤتمر الاستثمار العالمي في الرياض.
الاتفاقيات الاستثمارية ومجالاتها
الاتفاقيات شملت مجموعة واسعة من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز سلاسل التوريد العالمية، ومن أبرزها:
- مشاريع النحاس: إنشاء مرافق صهر وتكرير النحاس وإنتاج القضبان مع شركة “فيدانتا” الهندية.
- مشاريع التيتانيوم: بالتعاون مع مجموعة الصناعات المتقدمة للمعادن وشركة تصنيع.
- العناصر النادرة: تطوير مرافق معالجة العناصر النادرة مع شركة “هاستينجز”.
- الألمنيوم: إنشاء مصانع للألمنيوم شبه المصنعة بالتعاون مع شركة البحر الأحمر للألمنيوم.
- رقائق الألمنيوم: بناء مصنع لف رقائق الألمنيوم بالشراكة مع شركة “تحويل”.
- مصاهر ومعادن أخرى: استثمارات في مشاريع الزنك مع شركة “موكسيكو عجلان وإخوانه للتعدين”، ومصهر المعادن ومصفاة المعادن الأساسية مع مجموعة “بلاتينيوم”.
المبادرة الوطنية لسلاسل التوريد العالمية
أوضح وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، أن هذه الاتفاقيات تمثل إنجازًا مهمًا للمبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، التي تتعاون مع شركاء محليين وعالميين. وخلال العام الماضي، تابعت المبادرة أكثر من 95 صفقة بقيمة إجمالية تبلغ 190 مليار ريال، تغطي 25 سلسلة قيمة.
وأشار الفالح إلى أن هذه الاستثمارات ستساهم في توفير المواد الحيوية، وتعزيز قدرات التصنيع المحلية، ودعم الاستدامة والتنمية الاقتصادية، ما يرسخ مكانة المملكة كمركز رئيسي لمرونة سلاسل التوريد العالمية.
رؤية متكاملة لتعزيز الاقتصاد السعودي
تخلل الحدث جلسات نقاشية سلطت الضوء على دور السعودية في تعزيز سلاسل التوريد العالمية. حيث شدد الدكتور علي الخطيب، نائب الرئيس التنفيذي للطيران والفضاء والبحرية في المركز الوطني للتنمية الصناعية، على الجهود المستمرة لجذب الاستثمارات الصناعية، مع السعي لوضع المملكة كوجهة رائدة للابتكار الصناعي.
من جانبه، أثنى هانز بيتر كنابيل، رئيس الصحة الذكية في شركة “ألات”، على الدور الكبير للاستثمارات السعودية في تعزيز التعاون الدولي، خاصة في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية، مشيرًا إلى النهج الاستباقي الذي تتبعه المملكة في مواجهة تحديات سلاسل التوريد.
منصة عالمية للابتكار والتعاون
شهد الحدث مشاركة واسعة من أكثر من 300 شخصية بارزة من القطاعين العام والخاص، مما يعكس أهمية هذه الاتفاقيات كجزء من استراتيجية المملكة لتعزيز مكانتها ضمن سلاسل القيمة العالمية. كما حضر الفعالية عدد من الوزراء والمسؤولين، من بينهم المهندس خالد الفالح، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، ووزير الدولة حمد آل الشيخ.
السعودية في طليعة التحول الاقتصادي
تعكس هذه الاتفاقيات جهود المملكة نحو تحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستثمار الصناعي والتكنولوجي. ومع استمرار المبادرات الطموحة مثل المبادرة الوطنية لسلاسل التوريد العالمية، تواصل السعودية ترسيخ مكانتها كقوة دافعة في تحول الاقتصاد العالمي.