شهد سهم شركة “المطاحن العربية” المدرجة حديثاً في سوق الأسهم السعودية “تاسي” تراجعاً ملحوظاً، حيث فقد ربع قيمته خلال أقل من شهرين ونصف من إدراجه. السهم الذي كان قد طُرح للاكتتاب في سبتمبر الماضي بسعر 66 ريالاً، تراجع اليوم إلى أدنى مستوى تاريخي له عند 49.8 ريالاً، ما يعكس انخفاضاً بنسبة 25% مقارنة بسعر الإدراج.
أسباب التراجع
انخفاض سعر السهم بهذا الشكل الكبير دفع بالقيمة السوقية للشركة إلى 2.6 مليار ريال، أي بخسارة تصل إلى 831 مليون ريال مقارنة بقيمتها الأصلية البالغة 3.4 مليار ريال عند الطرح. ومن أبرز العوامل التي ساهمت في هذا التراجع:
- ارتفاع التكاليف التشغيلية: على الرغم من نمو الأرباح بنسبة 11% خلال أول تسعة أشهر من العام الجاري لتصل إلى 156.4 مليون ريال، إلا أن الشركة شهدت تراجعاً في أرباح الربع الثالث بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وهذا التراجع جاء نتيجة ارتفاع التكاليف وتوسّع الشركة في عملياتها.
- اشتداد المنافسة في السوق: المنافسة المتزايدة بين شركات القطاع ضغطت على هوامش الربحية، ما أثر سلباً على أداء “المطاحن العربية”.
- التداول بمكرر ربحية منخفض: يتداول السهم حالياً عند مكرر ربحية يبلغ 11.5 مرة، وهو الأدنى بين شركات القطاع، مما قد يشير إلى ضعف الإقبال على السهم مقارنة بالشركات الأخرى.
- القيمة الدفترية للسهم: على الرغم من أن القيمة الدفترية للسهم هي الأعلى في القطاع وتبلغ 19 ريالاً، إلا أن مكرر القيمة الدفترية يعد الأقل عند 2.6 مرة، وهو ما يعكس حالة من التردد لدى المستثمرين بشأن مستقبل السهم على المدى القريب.
أداء الشركة: بين الإيجابيات والتحديات
شركة “المطاحن العربية” ليست في وضع سيئ تماماً، حيث سجلت نمواً في المبيعات وزيادة في عدد العملاء، ما يعكس نجاحها في توسيع تشكيلة منتجاتها والوصول إلى أسواق جديدة. ومع ذلك، فإن التوسعات الكبيرة التي تقوم بها الشركة تسببت في زيادة التكاليف، مما أثر على ربحية الربع الثالث.
نظرة مستقبلية
رغم التحديات التي تواجهها الشركة، إلا أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي قد تساهم في تحسين أدائها مستقبلاً:
- زيادة الطلب على منتجات الشركة: مع توسع السوق وزيادة عدد العملاء، قد تتمكن الشركة من تعزيز إيراداتها على المدى الطويل.
- التوسع المدروس: إذا تمكنت “المطاحن العربية” من ضبط التكاليف المرتبطة بالتوسع، فقد تستعيد جزءاً من قيمتها السوقية.
- تحسين إدارة التكاليف: معالجة التكاليف المتزايدة ستكون مفتاحاً لاستعادة ثقة المستثمرين.