تواجه شركة “تسلا” الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية تراجعًا حادًا في مبيعاتها العالمية، حيث شهدت الشركة انخفاضًا بنسبة 13% في مبيعاتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس أزمة غير مسبوقة تواجهها الشركة على الصعيدين التجاري والسمعي.
بلغت مبيعات “تسلا” بين أبريل ويونيو 2025 حوالي 384.1 ألف وحدة، مقارنة بـ 443.9 ألف وحدة تم بيعها خلال نفس الفترة من العام الماضي. هذا التراجع يأتي في وقت تواجه فيه الشركة حملات مقاطعة واسعة بسبب المواقف السياسية المثيرة للجدل التي تبناها مؤسسها ومديرها التنفيذي إيلون ماسك.
السياسة والسوق: علاقة معقدة
يبدو أن مواقف ماسك السياسية أصبحت نقطة خلاف جوهرية بين الشركة وجمهورها. فدعمه العلني للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وساسة اليمين المتطرف في أوروبا أثار موجة من الانتقادات، وأبعد العديد من المشترين المحتملين عن منتجات تسلا.
ورغم أن ماسك أعلن مؤخرًا خروجه من دوره كمستشار لإدارة ترامب، إلا أن الضرر الذي لحق بسمعة الشركة يبدو أكبر مما توقعه المستثمرون. حيث إن هذا الضرر أعمق وأطول أمدًا مما كان يُعتقد، مما يضع مستقبل الشركة على المحك.
بين التصريحات والواقع
في ظل هذه الأزمة، صرح ماسك بأن “تسلا” تمر بمرحلة “انتعاش كبير” في المبيعات، وهو ادعاء تناقضه الأرقام الأخيرة. هذه الفجوة بين التصريحات والواقع قد تزيد من فقدان ثقة المستثمرين والعملاء على حد سواء.
تحديات تسلا في سوق متغير
تأتي هذه الأزمة في وقت يشهد فيه سوق السيارات الكهربائية منافسة شديدة. فقد نجحت شركات مثل “BYD” الصينية في التفوق على “تسلا” في بعض الأسواق، خاصة في أوروبا، مما يضع الشركة في مواجهة تحديات مزدوجة: استعادة ثقة العملاء من جهة، والتعامل مع المنافسين من جهة أخرى.
