شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا تجاوز 1% خلال تداولات يوم الاثنين، 21 أبريل 2025، وسط أجواء من التفاؤل الناجم عن التقدم الملحوظ في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. هذه التطورات تعكس تأثير العوامل الجيوسياسية على أسواق الطاقة العالمية، خصوصًا في ظل ارتباط النفط بمصادر التوتر في الشرق الأوسط، الذي يعد منطقة رئيسية لإنتاج النفط الخام.
قراءة في التحركات السعرية
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.03% لتصل إلى 67.26 دولار للبرميل عند الساعة الثالثة صباحًا بتوقيت جرينتش، بعد أن سجلت ارتفاعًا بنسبة 3.2% الأسبوع الماضي. في الوقت نفسه، انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.05% ليصل إلى 64 دولارًا للبرميل، بعد مكاسب بنسبة 3.54% في الجلسة السابقة.
هذه التراجعات تأتي عقب موجة ارتفاع مدفوعة بمخاوف نقص الإمدادات الإيرانية، نتيجة العقوبات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مصفاة النفط الصينية “تيبوت”، بسبب تعاملها مع النفط الخام الإيراني. ومع ذلك، فإن التقدم في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن أدى إلى تهدئة الأسواق وتقليل المخاوف من انقطاع الإمدادات.
الأثر الجيوسياسي على أسواق النفط
التطورات الأخيرة في المحادثات النووية تشير إلى أن الولايات المتحدة وإيران قد بدأتا بوضع إطار عمل لاتفاق محتمل، مما يعزز من احتمالية رفع العقوبات عن النفط الإيراني. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أكد هذا التقدم، واصفًا المحادثات بأنها إيجابية للغاية.
رفع العقوبات عن إيران، التي تعد أحد أكبر منتجي النفط في منظمة “أوبك”، قد يؤدي إلى عودة الإمدادات الإيرانية إلى الأسواق العالمية. هذا السيناريو يُحدث ضغوطًا هبوطية على أسعار النفط، حيث ستزداد المعروضات في الأسواق التي تعاني بالفعل من تقلبات الطلب.
عوامل أخرى مؤثرة في السوق
على الرغم من التقدم في المحادثات النووية، فإن التوترات الجيوسياسية الأخرى تبقى عاملًا مؤثرًا على الأسواق. النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، والذي شهد تبادلًا للاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد القيامة، يعكس حالة عدم الاستقرار التي قد تؤثر على إمدادات الطاقة من المنطقة.
إضافة إلى ذلك، فإن الآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عززت من مكاسب النفط الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت أسعار برنت وتكساس بنحو 5% لأول مرة منذ 3 أسابيع. هذا التفاعل بين العوامل السياسية والاقتصادية يبرز مدى حساسية أسواق النفط للأحداث العالمية.
التوقعات المستقبلية
مع استمرار المحادثات بين طهران وواشنطن، من المتوقع أن تبقى الأسواق تحت ضغط نتيجة الترقب لنتائج هذه المحادثات. في حالة رفع العقوبات عن إيران، قد نشهد زيادة ملحوظة في الصادرات الإيرانية، مما سيؤدي إلى وفرة في المعروض وانخفاض إضافي في الأسعار، خاصة إذا لم يقابله نمو قوي في الطلب العالمي.
على الجانب الآخر، تبقى قرارات “أوبك+” ذات تأثير كبير في موازنة السوق. أي تخفيض إضافي في الإنتاج قد يعوض أثر زيادة الإمدادات الإيرانية، مما يحد من التراجعات السعرية.
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
← 
← 
← 
← 
← 
← 
← 
