تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب والتغيرات السريعة في ظل التطورات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين. كان آخر هذه التطورات تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أبدت تفاؤلاً حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين. هذا التفاؤل، إلى جانب تراجعه عن تهديداته بإقالة رئيس البنك المركزي جيروم باول، ترك بصماته على أسعار الذهب، الذي فقد بريقه كملاذ آمن، ليتراجع بنسبة 1% في تعاملات اليوم.
الذهب والتقلبات العالمية
انخفض سعر المعدن الأصفر في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 3357.11 دولار للأونصة، بينما هبطت العقود الآجلة بنسبة 1.5% لتسجل 3366.80 دولار. ويعزى هذا الانخفاض إلى عودة المستثمرين إلى الأصول ذات المخاطر الأعلى، مثل الأسهم، في ظل التفاؤل بشأن تهدئة التوترات التجارية.
كبير محللي السوق في آسيا والمحيط الهادي لدى “أواندا”، كلفن وونج، أشار إلى أن تصريحات ترامب حول المفاوضات التجارية مع الصين، وتراجعه عن تهديده بإقالة باول، شكلا ضغوطاً على أسعار الذهب. ويرى المحللون أن أي إشارة إلى استقرار العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم تقلل من جاذبية الذهب كأصل استثماري آمن.
الدولار والأسواق الأمريكية
تعززت مكاسب الدولار الأمريكي بعد تصريحات ترامب، حيث عاد المستثمرون إلى الثقة في العملة الأمريكية، ما جعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى. كما ارتفعت الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ، مدعومة بآمال التوصل إلى اتفاق تجاري وبالتقارير الإيجابية حول أرباح الشركات.
التوقعات المستقبلية للذهب
على الرغم من التراجع الحالي، لا يزال الذهب في موقع قوة على المدى الطويل. فقد سجل المعدن النفيس مستوى قياسياً جديداً هذا العام، حيث تجاوز حاجز 3500 دولار للأونصة. ويتوقع “جيه بي مورجان” أن تصل أسعار الذهب إلى 4000 دولار في العام المقبل، مدفوعة بمخاوف التضخم والضبابية العالمية.
المعادن النفيسة الأخرى
لم تقتصر التغيرات على الذهب وحده، بل شملت أيضاً المعادن النفيسة الأخرى. فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 32.67 دولار للأونصة، في حين تراجع البلاتين والبلاديوم بنسبة 0.2% لكل منهما، ليبلغا 956.53 دولار و933.72 دولار على التوالي.
التوتر التجاري ومستقبل الاقتصاد العالمي
على الرغم من التفاؤل الحالي، يظل الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين بعيد المنال في الوقت الراهن. وفقاً لما ذكره وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، فإن المفاوضات مع الصين لم تبدأ بعد، ويتوقع أن تكون “مضنية”. من جانبه، صرح رئيس الفيدرالي في مينيسوتا، نيل كاشكاري، بأن التأثير الكامل للرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي والتضخم لا يزال غير واضح.
