تشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم لأول مرة خلال عام 2023. حيث زادت الشحنات التي صدرتها الولايات المتحدة عن صادرات منافستيها الرئيستين، قطر وأستراليا، وفقًا لتقرير نشرته “صحيفة الاقتصادية”.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة “بلومبيرج”، فإن الولايات المتحدة صدرت خلال العام الماضي 91.2 مليون طن من الغاز المسال، وهي صادرات قياسية للبلاد. يُعزى هذا الارتفاع في الإنتاج والصادرات إلى إعادة تشغيل مجمع إسالة الغاز الطبيعي في فريبورت بولاية تكساس، بعد توقفه عن العمل لفترة من الوقت بسبب حريق وقع في يونيو 2022.
بالمقابل، تراجعت صادرات قطر، التي كانت أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم في عام 2022، بنسبة 1.9٪ خلال العام الماضي. واحتلت قطر المركز الثالث في قائمة مصدري الغاز المسال بعد أستراليا التي جاءت في المركز الثاني.
من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة دخول مشروعين جديدين للغاز المسال إلى الخدمة خلال العام الحالي. يشمل ذلك مشروع بلاكماينز التابع لشركة فينشر جلوبال إل.إن.جي في ولاية لويزيانا، ومشروع جولدن باس في ولاية تكساس، اللذين سيضيفان معًا نحو 38 مليون طن سنويًا من الغاز المسال إلى الإمدادات العالمية عند العمل بكامل طاقتهما التشغيلية.
من جانب آخر، تسعى إندونيسيا لخفض مستهدف توزيع الغاز النفطي المسال المدعوم، حيث تهدف إلى أن يصل إلى 8.08 مليون طن في عام 2024، وفقًا لتصريحات مدير عام النفط والغاز في وزارة الطاقة والثروة المعدنية في إندونيسيا. وأشار إلى أن الحكومة لا تعتزم زيادة أسعار الغاز النفطي المسال المدعوم وغير المدعوم حتى الآن.
يعكس هذا التطور في صناعة الطاقة أهمية الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في سوق الغاز العالمي. ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في تعزيز مكانتها كأكبر مصدر للغاز في العالم، مع استمرار توسع صناعة الغاز الطبيعي وتحسين قدرتها على التصدير.
تعتبر هذه المستجدات في سوق الغاز مفيدة للاقتصاد الأمريكي، حيث تعزز الصادرات الغازية الإيرادات وتساهم في توازن الميزان التجاري للبلاد. كما تعزز الاعتمادية الطاقوية للولايات المتحدة وتقلل من الاعتماد على واردات الطاقة من الخارج.
على الرغم من النجاحات التي تحققت في صناعة الغاز الأمريكية، فإن هناك تحديات تواجهها الولايات المتحدة. من بين هذه التحديات، توجد تساؤلات حول استدامة هذا المستوى العالي من الإنتاج والصادرات في المستقبل، خاصة في ظل تغيرات أسعار الطاقة العالمية والتحولات الجيوسياسية.