شهدت أسعار النفط استقرارًا ملحوظًا في أولى جلسات العام الجديد 2025، حيث تم تداول خام “غرب تكساس الوسيط” بالقرب من 72 دولارًا للبرميل، بينما أغلق خام “برنت” دون 75 دولارًا. جاء هذا التوجه بعد صدور تقرير صناعي عن معهد البترول الأمريكي يفيد بانخفاض مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 1.4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل الانخفاض الأسبوعي السادس على التوالي.
توقعات السوق وأداء النفط في 2024
ظل النفط عالقًا في نطاق ضيق منذ منتصف أكتوبر الماضي، حيث أنهى خام “غرب تكساس الوسيط” عام 2024 دون تغييرات كبيرة، في حين سجل خام “برنت” انخفاضًا طفيفًا. ويواجه المستثمرون عامًا جديدًا مليئًا بالتحديات، مع التوقعات بوجود فائض في المعروض النفطي واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية.
كما أن التعافي الاقتصادي في الصين، الذي يُعد أحد المحركات الرئيسية لأسواق النفط، لا يزال غير مؤكد على الرغم من ظهور بعض المؤشرات الإيجابية مؤخرًا. ومع ذلك، فإن التوسع السريع في استخدام الطاقة المتجددة في الصين يقلل من الطلب على الوقود التقليدي مثل البنزين.
نظرة مستقبلية على أسعار النفط
بحسب روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في “ويستباك بانكينغ كورب”، فإن المخاطر التي تؤثر على خام “برنت” قد تدفع الأسعار إلى نطاق 75-80 دولارًا للبرميل خلال الربع الأول من العام. لكنه أشار إلى أن النصف الثاني من العام قد يشهد زيادة في العرض وضعفًا في الطلب، مما قد يؤدي إلى ضغوط هبوطية على الأسعار.
العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على النفط
الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا لا تزال تلقي بظلالها على أسواق الطاقة. من الممكن أن يؤدي تصاعد الصراعات إلى دعم أسعار النفط على المدى القصير بسبب احتمالية تعطل الإمدادات. كما أن فرض عقوبات إضافية على الشحنات الإيرانية والروسية قد يدفع المستوردين للبحث عن مصادر بديلة من الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
التحديات في السوق العالمية
بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية، يواجه سوق النفط تحديات تتعلق بتغير أنماط الاستهلاك العالمي. على سبيل المثال، التوسع في استخدام المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة يقلل تدريجيًا من الطلب على النفط. ومع ذلك، فإن الطلب العالمي لا يزال مدعومًا جزئيًا بقطاعات مثل البتروكيماويات والطيران.