مع اقتراب نهاية العام 2025، يبدو أن سوق النفط يطوي عامًا صعبًا في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي أثرت على الأسعار بشكل غير مسبوق منذ أزمة جائحة كورونا. وفقًا للتقارير الاقتصادية، يتجه خام برنت إلى تسجيل انخفاض بنسبة 18% خلال العام، وهو أكبر تراجع سنوي له منذ عام 2020، ما يجعل 2025 العام الثالث على التوالي من الخسائر، وهي أطول سلسلة خسائر في تاريخ النفط.
أسباب التراجع في أسعار النفط
شهد هذا العام فائضًا في العرض مقارنة بالطلب، وذلك نتيجة عدة عوامل متداخلة، منها:
- زيادة إنتاج أوبك+: قام التحالف بضخ كميات إضافية من النفط بلغت 2.9 مليون برميل يوميًا منذ أبريل 2025، ما أدى إلى تخمة في السوق.
- الصراعات الجيوسياسية: الحرب في أوكرانيا وتعطيل صادرات النفط في كازاخستان، بالإضافة إلى التوترات بين إيران وإسرائيل، التي هددت الملاحة عبر مضيق هرمز، ساهمت في رفع الأسعار مؤقتًا قبل أن يؤدي فائض العرض إلى تراجعها.
- العقوبات الاقتصادية: أثرت العقوبات الأمريكية على روسيا وإيران وفنزويلا في تدفق الإمدادات النفطية إلى الأسواق العالمية، رغم التحوط الذي أبداه منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة.
- الرسوم الجمركية: ارتفاع الرسوم الجمركية عالميًا ساهم في تقييد النمو الاقتصادي، مما أثر بدوره على الطلب على الوقود.
نظرة على خامي برنت وتكساس
- خام برنت: سجل انخفاضًا بنسبة 18% خلال العام، ليصل سعر البرميل إلى 61.4 دولار مع نهاية عقود مارس، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات.
- خام تكساس: شهد انخفاضًا أكبر بنسبة 19%، ليصل إلى 58 دولارًا للبرميل. ورغم الانخفاض، بدأت السوق في استيعاب التأثيرات السلبية للعام الماضي.
توقعات 2026: عودة النمو بحذر
توقع المحلل “جيسون ينج” من “بي إن بي” أن ينخفض خام برنت إلى 55 دولارًا للبرميل في الربع الأول من 2026 قبل أن يتعافى تدريجيًا إلى 60 دولارًا لبقية العام. ويُرجع ذلك إلى استقرار العرض والطلب، مع تخفيف أوبك+ لسياسات رفع الإنتاج بداية العام المقبل.
قرارات أوبك+ القادمة
أعلن تحالف أوبك+ تعليق زيادة الإنتاج في الربع الأول من 2026، حيث سيتم تقييم السوق في الاجتماع القادم المقرر في 4 يناير. تتوقع التقارير أن يستمر الفائض في السوق بفارق بين 2 إلى 3.84 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية وجولدمان ساكس.
الآفاق المستقبلية: التوازن يحتاج إلى وقت
بينما يواجه النفط تحديات متزايدة، يُظهر السوق بعض التفاؤل بشأن استعادة التوازن في 2026. ومع ذلك، فإن أي تخفيضات محتملة من أوبك+ ستعتمد بشكل كبير على مدى انخفاض الأسعار. كما أن استمرار التوترات الجيوسياسية وضعف الطلب العالمي قد يعوق التعافي السريع.


