بدأ العام الجديد 2025 بزخم اقتصادي ملحوظ في أسواق العملات، حيث سجل الدولار الأمريكي أداءً قوياً وسط توقعات استمرار رفع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول. في المقابل، تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته في أكثر من خمسة أشهر، مما يعكس عمق التحديات التي تواجه العملة اليابانية.
الدولار يستمر في الصدارة
شهد الدولار الأمريكي مكاسب ملحوظة خلال عام 2024، مدعوماً بتوقعات استمرار الفائدة الأمريكية المرتفعة، مما عزز جاذبيته كعملة ملاذ آمن. مع بداية 2025، استمر الدولار في تحقيق مكاسب أمام معظم العملات العالمية. وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، مستوى 108.53، وهو قريب من أعلى مستوى له خلال عامين. وارتفع المؤشر بنسبة 7% خلال عام 2024، مما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي.
تتوقع الأسواق أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القادمة ستركز على سياسات تعزز النمو الاقتصادي، مع زيادة ضغوط الأسعار. هذا التوجه، إلى جانب الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى، جعل الدولار الوجهة المفضلة للمستثمرين.
الين الياباني: ضغوط متزايدة
كان الين الياباني من أكثر العملات تضرراً خلال عام 2024، حيث انخفض بأكثر من 10% في عامه الرابع على التوالي من التراجع. ومع بداية 2025، تم تداول الين عند مستوى 157.54 مقابل الدولار، وهو قريب من أدنى مستوى له في خمسة أشهر. ويترافق هذا التراجع مع توقعات بتدخل السلطات اليابانية لدعم عملتها، في ظل عجز الاقتصاد الياباني عن مواكبة سياسات رفع أسعار الفائدة العالمية.
اليورو والإسترليني: بين التحديات والآمال
بالنسبة لليورو، استقر عند مستوى 1.0353 دولار، بعد أن تراجع بنسبة 6% خلال 2024. ويرجع هذا التراجع إلى توقعات بخفض أعمق لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي خلال 2025، حيث تشير التوقعات إلى تخفيضات تصل إلى 113 نقطة أساس، مقارنة بـ 42 نقطة أساس فقط من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أما الجنيه الإسترليني، فقد سجل مستوى 1.2519 دولار، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.7% خلال العام الماضي. ومع ذلك، يُعد أداؤه أفضل نسبياً مقارنة بالعملات الأخرى، مدعوماً بأداء اقتصادي بريطاني أفضل من المتوقع.
عوامل جيوسياسية واقتصادية تدعم الدولار
ساهمت عدة عوامل في تعزيز قوة الدولار، منها ضعف النمو الاقتصادي خارج الولايات المتحدة، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا. هذه العوامل دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن، مما عزز الطلب على العملة الأمريكية.
توقعات الأسواق للعام الجديد
بحسب تشارو تشانانا، خبيرة استراتيجيات الاستثمار في “ساكسو بنك”، فإن الدولار مرشح للبقاء في الصدارة خلال 2025، مستفيداً من عائداته المرتفعة وجاذبيته كملاذ آمن. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية وضعف النمو العالمي، يبدو أن الدولار سيحافظ على مكانته القوية.