شهدت الأسواق العالمية اليوم الاثنين حالة من التفاؤل والانتعاش بعد الإعلان عن اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين يهدف إلى تهدئة التوترات الاقتصادية التي أربكت الاقتصاد العالمي على مدار الأشهر الماضية. الاتفاق الذي صدر من جنيف وأُعلنت تفاصيله منح العالم مهلة ثلاثة أشهر لحل الخلافات بين أكبر قوتين اقتصاديتين، مما ساهم في تقليص التوترات وتعزيز الاستقرار في الأسواق.
تفاصيل الاتفاق وتخفيف الرسوم الجمركية
أبرز ما جاء في الاتفاق هو خفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بما يشمل المنتجات المرتبطة بالفنتانيل، مع التزام الصين بخفض رسومها على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%. هذه الخطوة الإيجابية، التي تأتي بعد أشهر من التوترات التجارية، تمثل بداية جديدة قد تساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين واستعادة الثقة الاقتصادية.
أسواق النفط تتفاعل إيجابياً
كانت أسعار النفط من أولى الأسواق التي استجابت للاتفاق، حيث ارتفعت بأكثر من 3% اليوم. قفز سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.1% ليصل إلى 63 دولاراً. هذا الارتفاع جاء نتيجة التوقعات المتفائلة بزيادة الطلب على النفط مع استئناف النشاط التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما ينعش الاقتصاد العالمي ويعزز الطلب على الطاقة.
العملات المشفرة تواصل مكاسبها
في سوق العملات الرقمية، واصلت “بيتكوين” مكاسبها القياسية، متجاوزة حاجز 105 آلاف دولار، بزيادة قدرها 1.4% خلال الساعات الأخيرة. كما ارتفعت “إيثريوم” بنسبة 4.1%، ما يعكس عودة شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد الإعلان عن الاتفاق التجاري.
تراجع الذهب وارتفاع الدولار
على صعيد الملاذات الآمنة، شهدت أسعار الذهب تراجعاً بنسبة 3.1% ليصل سعر الأونصة إلى 3213 دولاراً، مع تقلص الطلب على الأصول الآمنة نتيجة التفاؤل السائد في الأسواق. في المقابل، ارتفع الدولار بنسبة 0.4% أمام الين الياباني، و0.5% أمام الفرنك السويسري، مما يعكس تحسن الثقة في الاقتصاد الأمريكي بعد الاتفاق.
انتعاش أسواق الأسهم العالمية
شهدت أسواق الأسهم العالمية مكاسب قوية مع تراجع التوترات التجارية. ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل كبير، حيث سجل مؤشر “داو جونز” نمواً بنسبة 2%، و”ناسداك” بنسبة 3.5%. كما حققت الأسهم الأوروبية والصينية مكاسب ملحوظة، حيث ارتفع مؤشر “هانج سنج” بنسبة 3% و”يورو ستوكس 50″ بنسبة 1.3%.
آفاق مستقبلية إيجابية
يبدو أن الاتفاق التجاري المؤقت بين الولايات المتحدة والصين يمثل نقطة تحول في النزاع التجاري بين البلدين، مما يعزز الثقة في الأسواق العالمية. ومع استمرار المفاوضات لحل الخلافات العالقة، يتوقع الخبراء أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاستقرار والنمو، خاصة مع عودة النشاط التجاري إلى طبيعته وتحسين العلاقات الاقتصادية بين القوتين العالميتين.
