تشهد الاقتصادات المتقدمة في نهاية عام 2025 مرحلة دقيقة من إعادة تقييم سياساتها النقدية، حيث يبدو أن الزخم الذي بدأ العام بتوقعات لخفض أسعار الفائدة قد تلاشى أو انتهى فعليًا. في الوقت الراهن، يتراجع صانعو السياسات النقدية خطوة إلى الوراء لتحليل تأثير الخطوات التي تم اتخاذها على النمو الاقتصادي ومستويات التضخم.
الفائدة الأمريكية عند أدنى مستوياتها
خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأخير، ليصل إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022. مع ذلك، أبدى البنك المركزي تحفظًا بشأن أي تخفيضات إضافية في المستقبل، مما يعكس حالة من الحذر وسط عدم يقين اقتصادي عالمي.
تحولات في السياسة النقدية العالمية
في حين شهدت الاقتصادات المتقدمة بداية العام توقعات بخفض محدود لأسعار الفائدة، فإن نهاية العام تحمل توجهًا مختلفًا. أبرزت قرارات البنوك المركزية الأخيرة أن التشديد النقدي أو الإبقاء على الفائدة دون تغيير باتا الخيارين المفضلين لدى صناع القرار. على سبيل المثال:
- بنك إنجلترا: من المتوقع أن يحظى خفض الفائدة المرتقب باهتمام كبير، حيث يسعى المستثمرون لتقييم ما إذا كان هذا الخفض سيكون الأخير في دورة التيسير النقدي الحالية.
- البنك المركزي الأوروبي: من المتوقع أن يقدم توقعات اقتصادية إيجابية تعزز من إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير.
- بنك اليابان: على عكس التوجه العام، يُرجح أن يرفع البنك أسعار الفائدة في خطوة تعكس توجهًا نحو التشديد النقدي.
الاقتصاد العالمي في مواجهة التحديات
رغم التحديات الاقتصادية التي واجهها العالم، من بينها الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بدا الاقتصاد العالمي أكثر تماسكًا مما كان متوقعًا. ومع ذلك، فإن التباين في توجهات السياسة النقدية بين الاقتصادات المتقدمة والدول النامية يبرز الفجوة في التعامل مع التحديات الاقتصادية.
في حين تميل البنوك المركزية في الدول النامية، مثل المكسيك وتايلاند، إلى تمديد دورات التيسير النقدي، تبدو الاقتصادات المتقدمة في موقف أكثر حذرًا، حيث تهدف إلى تحقيق توازن بين دعم النمو ومواجهة التضخم.


