تشهد تركيا حالياً تحولًا في سياسة الفائدة المتبعة من قبل البنك المركزي التركي، حيث يتجه المركزي نحو إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، وذلك بتبنيه لهجة متشددة. يشير تقرير نشرته صحيفة الاقتصادية إلى أن هذا التحول يأتي بعد تولي فاتح كاراهان منصب محافظ البنك المركزي التركي خلفاً لحفيظة غايا أركان.
تعكس هذه الخطوة الجديدة رغبة المركزي التركي في تشديد السياسة النقدية وتفعيل إجراءات أكثر حزمًا للتحكم في التضخم المرتفع الذي تشهده البلاد. وتأتي هذه الخطوة في ظل توقعات ضعيفة برفع أسعار الفائدة في الاجتماع الحالي.
منذ تولي فاتح كاراهان منصب المحافظ، بدأت التوقعات تشير إلى تبني المركزي لسياسة أكثر تشددًا في مكافحة التضخم. يرى المحللون في البنوك، بما في ذلك “باركليز”، أن هناك اتجاهًا نحو التشديد النقدي ينتظره البنك المركزي التركي.
رغم ذلك، تتوقع توقعات المحللين استمرار الفائدة الرئيسية عند مستواها الحالي، والذي يبلغ 45%، وهذا يعكس رغبة المركزي في الاحتفاظ بالفائدة عند مستوياتها الحالية لأول مرة منذ مايو الماضي.
تعاني تركيا من تضخم مرتفع في الأشهر الأخيرة، حيث يتجاوز معدل التضخم 70%. يعتبر التضخم التركي تحديًا كبيرًا يواجهه المركزي التركي، ويعمل على وضع استراتيجيات متشددة للحد منه. ويتوقع المركزي أن يصل معدل التضخم إلى 36% بحلول نهاية عام 2024.
تعتبر سياسة الفائدة أحد الأدوات الرئيسية للبنك المركزي في مكافحة التضخم، حيث يتم زيادة أو خفض الفائدة للتحكم في تدفق الأموال وتحفيز النمو الاقتصادي. ومع استمرار تبني المركزي التركي لهجة متشددة وعدم تغيير أسعار الفائدة، يعكس ذلك التالتزام المركزي بتحقيق الاستقرار النقدي ومكافحة التضخم المرتفع في تركيا.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحكومة التركية لتعزيز الثقة في الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية. فالاستقرار النقدي وضبط معدلات التضخم يعدان عاملين أساسيين لجذب رؤوس الأموال وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام.
على الرغم من التحديات التي تواجهها تركيا في الوقت الحالي، إلا أن البنك المركزي التركي يعكف على اتخاذ إجراءات قوية وتبني سياسات متشددة لتحقيق الاستقرار النقدي. ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطوة الثقة في الاقتصاد التركي وتؤدي إلى تحسين الظروف المالية والاقتصادية على المدى البعيد.
يجب على الحكومة والبنك المركزي التركي مواصلة تعزيز الشفافية في سياستهما النقدية وتفعيل آليات الرقابة والمراقبة لضمان تنفيذ السياسات بشكل فعال ومناسب. كما يجب أن يستمر البنك المركزي في مراقبة تطورات الاقتصاد والتضخم واتخاذ الإجراءات الضرورية في الوقت المناسب للحفاظ على استقرار الأسواق المالية والاقتصاد التركي بشكل عام.