شهدت أسواق المال الأمريكية تراجعاً حاداً يوم الاثنين 10 مارس، وسط مخاوف متزايدة بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي وإمكانية دخوله في مرحلة ركود. هذا التراجع جاء متأثراً بعدة عوامل تتعلق بالرسوم الجمركية، عدم الاستقرار السياسي، وضعف أداء الأسهم التقنية.
انخفاض المؤشرات الرئيسية
أغلقت المؤشرات الأمريكية على خسائر كبيرة، حيث فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حوالي 155.21 نقطة، أو ما يعادل 2.69%، ليغلق عند 5614.99 نقطة. أما مؤشر ناسداك المجمع، فقد تكبّد خسارة أكبر نسبياً بنسبة 3.99%، أي ما يعادل 726.01 نقطة، ليغلق عند 17470.21 نقطة. كما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 890.63 نقطة، أو 2.08%، ليستقر عند 41911.09 نقطة.
عوامل الضغط على الأسواق
تزايدت المخاوف في السوق الأمريكية نتيجةً لعدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- التوترات التجارية والرسوم الجمركية:
- لا تزال الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين تلقي بظلالها على الأسواق. فقد فرضت الصين رسوماً جمركية جديدة على واردات أمريكية محددة، في حين من المتوقع أن تدخل الرسوم الأمريكية على بعض المعادن الأساسية حيز التنفيذ خلال الأسبوع الجاري.
- عدم اليقين السياسي:
- رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التعليق على ردود الفعل السلبية للأسواق تجاه السياسات التجارية المتقلبة. هذا الغموض في اتخاذ القرارات عزز من المخاوف بشأن استقرار الاقتصاد الأمريكي.
- تراجع تجارة الفائدة:
- بحسب تصريح توماس هايز، رئيس مجلس إدارة شركة جريت هيل كابيتال، فإن الانخفاض في تجارة الفائدة أضر بالأسهم التقنية الكبرى مثل مايكروسوفت، أبل، إنفيديا، وأمازون. تجارة الفائدة تعتمد على اقتراض الين الياباني منخفض التكلفة للاستثمار في أصول ذات عائد أعلى كالدولار وسندات الخزانة الأمريكية، لكن مع التراجع الحالي، تأثرت هذه العمليات بشكل كبير.
- مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية:
- يسعى المشرعون الأمريكيون في الكونغرس جاهدين لإقرار مشروع قانون الإنفاق لتجنب إغلاق الحكومة. حالة عدم اليقين هذه زادت من الضغط على الأسواق.
تأثير التوترات على القطاع التقني
قطاع التكنولوجيا كان الأكثر تأثراً في السوق الأمريكية، حيث تراجعت أسهم الشركات الكبرى بشكل ملحوظ. ويرى المحللون أن المستثمرين بدأوا في تحويل استثماراتهم إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب وسندات الخزانة، في ظل تصاعد المخاطر الاقتصادية.
نظرة مستقبلية
مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق، تُثار تساؤلات حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على الصمود أمام التحديات المتزايدة. خفض بنك إتش.إس.بي.سي تصنيف الأسهم الأمريكية يعكس تزايد المخاوف بشأن المستقبل القريب. كما أن ردود الفعل السلبية تجاه السياسات الاقتصادية قد تدفع المستثمرين لاتخاذ نهج أكثر حذراً في المرحلة المقبلة.
