شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا مؤخرًا، لتقترب من مستويات قياسية جديدة، وسط تزايد التوترات الجيوسياسية في فنزويلا ومتابعة الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية. وصل سعر الذهب إلى 4325 دولارًا للأونصة، محققًا مكاسب قوية بعد سلسلة ارتفاعات متواصلة هذا العام، حيث يتجه لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979.
التوترات الجيوسياسية تدعم الذهب
تلقى الذهب دعمًا إضافيًا من التصعيد في فنزويلا، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على ناقلات النفط الخاضعة للحكومة الفنزويلية. في ظل هذه التوترات، صعد الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” من الضغوط على الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو”، مع حشد عسكري في المنطقة وتهديدات بتنفيذ ضربات برية. هذه التحديات دفعت المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.
دور البنوك المركزية في تعزيز المكاسب
البنوك المركزية كانت لاعبًا رئيسيًا في دعم أسعار الذهب هذا العام، حيث كثفت مشترياتها خلال الربع الثالث من 2025. كما أدى تراجع الدولار الأمريكي إلى تعزيز الطلب على الذهب، الذي يعتبر تحوطًا ضد انخفاض قيمة العملة.
توقعات الأسعار في 2026
وفقًا لتوقعات رئيسة الأبحاث في شركة “MKS” نيكي شيلز، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الذهب 4500 دولار للأونصة في 2026. وعلى الرغم من احتمال دخول الذهب في مرحلة تماسك على المدى القصير، إلا أن التوقعات تشير إلى مسار صعودي مستدام في المستقبل.
الفضة تسجل مستويات قياسية
لم تكن الفضة بعيدة عن موجة الارتفاعات، حيث قفزت بنسبة 3% لتصل إلى 65.65 دولارًا للأونصة، مسجلة مستوى قياسيًا جديدًا. كما سجل البلاتين بدوره أعلى مستوى له منذ عام 2011.
السياسة النقدية والفيدرالي الأمريكي
تراقب الأسواق عن كثب أي إشارات من الفيدرالي الأمريكي بشأن مسار السياسة النقدية، خاصة بعد تنفيذ ثلاثة تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة هذا العام. يتوقع المستثمرون مزيدًا من التيسير النقدي في 2026، وهو ما يدعم المعادن النفيسة التي لا تدر عائدًا.
ملاذ آمن وسط الاضطرابات
مع استمرار الاضطرابات الجيوسياسية وتباطؤ سوق العمل الأمريكية، يشكل الذهب خيارًا مثاليًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان. ومع تأثر الأسواق أيضًا ببيانات التضخم الأمريكية المنتظر صدورها، تظل التوقعات إيجابية بشأن استمرار صعود المعدن النفيس.
بفضل هذه العوامل مجتمعة، يظل الذهب في دائرة الضوء، مقدمًا أداءً استثنائيًا في عام 2025، مع توقعات بمزيد من المكاسب في المستقبل القريب.


