شهدت أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا حول مستوى 2900 دولار للأونصة، بعد خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، الذي أشار إلى تباطؤ البنك المركزي في اتخاذ المزيد من خطوات تخفيض أسعار الفائدة. يأتي هذا في ظل تقييم الأسواق لمخاوف تتعلق بحرب تجارية عالمية قد تدعم الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.
الذهب يحافظ على مكاسبه رغم التحديات
خلال جلسة تداول يوم الثلاثاء، سجلت أسعار الذهب ذروة جديدة عند مستوى 2942 دولارًا للأونصة، قبل أن تتراجع إلى حدود 2900 دولار. هذا الاستقرار يعكس توازنًا بين المخاوف الاقتصادية العالمية وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، والتي تمثل عائقًا أمام الذهب بسبب عدم تحقيقه أي فوائد مباشرة للمستثمرين.
دور تصريحات جيروم باول
في شهادته الأخيرة، أكد جيروم باول أن الاحتياطي الفيدرالي سيتريث قبل اتخاذ أي قرارات جديدة تتعلق بتيسير السياسة النقدية. هذا الموقف عزز من ارتفاع عوائد السندات، لكنه في الوقت ذاته زاد من حالة الحذر بين المستثمرين الذين يحاولون تقييم تأثير السياسات الاقتصادية والتجارية الأمريكية على التضخم والنمو الاقتصادي.
الطلب على الذهب في ظل الأزمات
شهد الذهب ارتفاعًا كبيرًا منذ بداية العام، حيث سجل مستويات قياسية متتالية. ويُعزى هذا الصعود إلى تزايد الطلب على المعدن الثمين كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية. من بين أبرز الأحداث التي أثرت على أسعار الذهب مؤخرًا، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، ما أثار مخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
التدفقات الاستثمارية تعزز مكاسب الذهب
التوجه نحو صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب كان من العوامل الرئيسية وراء ارتفاع الأسعار. وفقًا لتقارير “بلومبرغ”، شهدت هذه الصناديق تدفقات قوية خلال ستة من الأسابيع السبعة الماضية، مما رفع الحيازات العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر الماضي.
توقعات مستقبلية لسعر الذهب
توقعت مجموعة “سيتي غروب” أن يصل سعر الذهب إلى مستوى 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر الثلاثة القادمة، في حال استمر تصاعد التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية. هذه التوقعات تعززها بيانات تشير إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% خلال يناير، مما يدعم قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
استقرار المعادن الأخرى
إلى جانب الذهب، شهدت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم حالة من الاستقرار، بينما ظل مؤشر الدولار الأمريكي ثابتًا دون تغيير، مما يعكس حالة من الترقب في الأسواق العالمية.
![](https://araconomy.com/wp-content/uploads/2024/09/araconomy_n_logo_6.png)