شهدت أسعار النفط تذبذبًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت بشكل طفيف خلال تعاملات الخميس 24 أبريل 2025، بعد انخفاض بنسبة 2% خلال الجلسة السابقة. هذا الانخفاض جاء نتيجة تقارير تفيد بزيادة محتملة في إنتاج منظمة أوبك+، ما أثار قلق المستثمرين حول وفرة المعروض في الأسواق.
فيما يلي تحليل لأبرز العوامل المؤثرة على أسعار النفط خلال هذه الفترة:
1. زيادة محتملة في إنتاج أوبك+
وفقًا لتقارير وكالة “رويترز”، هناك اقتراحات من بعض أعضاء أوبك+ لتسريع وتيرة زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في يونيو. هذه الاقتراحات تأتي في وقت يواجه فيه السوق حالة من عدم اليقين بشأن التزام الدول الأعضاء بحصص الإنتاج، وهو ما كان دائمًا محور خلاف داخل المنظمة. هذا التوجه يُتوقع أن يؤدي إلى زيادة المعروض النفطي، مما يشكل ضغطًا على الأسعار في المدى القريب.
2. المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
تلقت أسعار النفط دعمًا طفيفًا من مؤشرات إيجابية على قرب إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين. ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن واشنطن مستعدة لتخفيض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة تصل إلى 50%، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام تهدئة النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. ومع ذلك، فإن التصريحات المتضاربة من مسؤولي البيت الأبيض، مثل تأكيد المتحدثة كارولين ليفيت على عدم وجود تخفيض أحادي الجانب للرسوم، تُبقي السوق في حالة ترقب.
3. المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران
تلعب المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران دورًا محوريًا في تحديد مسار أسعار النفط. الجولة الثالثة من هذه المحادثات، المقرر عقدها قريبًا، قد تفتح الباب أمام تخفيف العقوبات المفروضة على قطاع النفط الإيراني. إذا تم التوصل إلى اتفاق يعيد النفط الإيراني إلى السوق، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة كبيرة في المعروض، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على الأسعار. ومع ذلك، فإن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على قطاع الطاقة الإيراني يوم الثلاثاء تُظهر استمرار التوترات بين الجانبين، مما يزيد من حالة عدم اليقين.
4. تأثير الحرب التجارية على الطلب الصيني على النفط
يشير تقرير صادر عن “ريستاد إنرجي” إلى أن استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدي إلى تباطؤ نمو الطلب الصيني على النفط إلى النصف. يُتوقع أن ينخفض نمو الطلب إلى 90 ألف برميل يوميًا مقارنةً بـ180 ألف برميل يوميًا. الصين، باعتبارها واحدة من أكبر مستهلكي النفط في العالم، تلعب دورًا محوريًا في تحديد اتجاهات الطلب العالمي، وأي تباطؤ في اقتصادها يؤثر سلبًا على أسعار النفط عالميًا.
5. التوقعات المستقبلية للسوق
على الرغم من الضغوط الحالية، لا تزال هناك عوامل قد تدعم أسعار النفط. العقوبات الأمريكية المستمرة على إيران، إلى جانب أي تأخر في زيادة الإنتاج من أوبك+، قد تحافظ على توازن السوق. في المقابل، فإن أي تقدم في المحادثات الأمريكية الإيرانية أو زيادة كبيرة في الإنتاج قد تدفع الأسعار نحو الانخفاض.
