في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ سعر الأونصة 3400 دولار في المعاملات الفورية اليوم الثلاثاء. يأتي هذا الانتعاش بعد انخفاض تجاوز 1% في الجلسة السابقة، وسط مخاوف متزايدة من تأثير الصراع بين إيران وإسرائيل على الاستقرار الإقليمي.
الملاذ الآمن في أوقات الأزمات
الذهب، الذي يُعرف بأنه ملاذ آمن للمستثمرين خلال فترات عدم الاستقرار، استفاد هذه المرة من التصعيد العسكري والسياسي في المنطقة. القتال المحتدم بين إيران وإسرائيل، والذي شمل استهداف منشآت حيوية مثل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وأكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم، دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر أمانًا.
كبير محللي الأسواق لدى “كيه.سي.إم تريد”، تيم واترر، أوضح أن “معنويات السوق لا تزال تتأرجح بين التصعيد والتهدئة”. وأضاف أن هذه التحولات المستمرة تلعب دورًا كبيرًا في دفع سعر الذهب ذهابًا وإيابًا حول مستوى 3400 دولار.
دور الولايات المتحدة في التصعيد
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي عاد من قمة مجموعة السبع في كندا، صعّد من حدة الموقف بدعوته الإيرانيين إلى إخلاء طهران. ووفقًا للتقارير، طلب ترمب من مجلس الأمن القومي الأمريكي أن يبقى على أهبة الاستعداد، مما يعكس جدية الإدارة الأمريكية في التعامل مع الملف الإيراني، خاصة بعد رفض الاتفاق النووي.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب وحده المستفيد من هذه الأحداث؛ فقد سجلت المعادن النفيسة الأخرى مكاسب ملحوظة أيضًا. ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.41 دولار للأونصة، في حين تقدم البلاتين بنسبة 0.6% ليبلغ 1251.20 دولار. أما البلاديوم، فقد سجل زيادة طفيفة بنسبة 0.2% ليصل إلى 1031.68 دولار للأونصة.
توقعات مستقبلية
مع استمرار التصعيد في الشرق الأوسط وغياب أي مؤشرات على التهدئة، من المتوقع أن يستمر الذهب في استقطاب اهتمام المستثمرين. وتشير تحليلات إلى إمكانية استمرار ارتفاع الأسعار، خاصة إذا تفاقمت الأوضاع الجيوسياسية.
هذا الوضع يعيد إلى الأذهان أهمية الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات، حيث لا يقتصر دوره على الاستثمار فحسب، بل يعكس أيضًا حالة القلق التي تسود الأسواق العالمية.
