تواصل عملة بيتكوين، أكبر العملات المشفرة في العالم، خسائرها الحادة التي بدأت منذ أكتوبر الماضي، حيث سجلت يوم الثلاثاء، الرابع من نوفمبر 2025، أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوعين، لتصل إلى 104,179 دولاراً. هذا التراجع الجديد يأتي وسط ضغوط مستمرة من قوة الدولار الأمريكي واضطرابات في قطاع التمويل اللامركزي.
موجة بيع محت مليارات الدولارات
شهد سوق العملات المشفرة موجة بيع حادة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أدت إلى خسارة مليارات الدولارات من المراكز الممولة بالديون. هذه الموجة القوية دفعت المستثمرين إلى التراجع عن المراهنة على انتعاش العملة، مما زاد من حالة التردد في السوق.
لم تقتصر الخسائر على بيتكوين فقط، بل شهدت عملة إيثر، ثاني أكبر عملة مشفرة، انخفاضاً بنسبة 3.4%، حيث تراجعت إلى ما دون 3500 دولار، مما عمق من خسائرها منذ بلوغها الذروة الأخيرة.
العوامل المؤثرة
تعزى هذه الانخفاضات إلى عدة عوامل رئيسية، منها:
- قوة الدولار الأمريكي: تشكل قوة الدولار ضغطاً كبيراً على سوق العملات المشفرة، حيث تؤثر بشكل مباشر على شهية المستثمرين للمخاطرة.
- اضطرابات قطاع التمويل اللامركزي: يعاني هذا القطاع من مشكلات هيكلية دفعت المستثمرين إلى تقليل تعرضهم للأصول الرقمية.
- البيع المكثف للمراكز الممولة بالديون: أدى هذا البيع إلى تدمير الثقة في السوق، مما جعل المستثمرين أكثر حذراً في اتخاذ قرارات جديدة.
نظرة مستقبلية
في ظل هذه الخسائر، يبدو أن مستقبل بيتكوين والعملات المشفرة بشكل عام يواجه تحديات كبيرة. عدم وجود محفزات واضحة لعودة النمو، إلى جانب استمرار العوامل الاقتصادية السلبية، قد يدفع الأسعار إلى مزيد من الانخفاض في الفترة المقبلة.
تأثير السوق السعودي
بالتزامن مع هذه الأحداث، شهدت الأسواق المالية السعودية أيضاً تقلبات ملحوظة، حيث تراجعت العديد من الأسهم المدرجة في السوق السعودي. على سبيل المثال، سجلت شركة الاتحاد التعاوني للتأمين انخفاضاً بنسبة 2.74%، بينما تراجعت شركة الحمادي القابضة بنسبة 2.59%. هذا التراجع يعكس تأثيراً أوسع للضغوط الاقتصادية العالمية على الأسواق المحلية.
ختاماً
في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والتقلبات في سوق العملات المشفرة، يبقى السؤال حول قدرة بيتكوين والعملات الأخرى على استعادة زخمها. ومع استمرار قوة الدولار واضطرابات التمويل اللامركزي، يبدو أن الطريق نحو التعافي قد يكون طويلاً وشاقاً.


