في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، عاد الذهب ليؤكد مكانته كملاذ آمن للمستثمرين، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.3% في المعاملات الفورية ليصل إلى 3380 دولارًا للأونصة صباح اليوم الخميس. وقد جاءت هذه القفزة مدعومة بتزايد الطلب على الأصول الآمنة وسط حالة من الضبابية التي تخيم على الأسواق العالمية.
التوترات الجيوسياسية في المنطقة اشتعلت بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أشار فيها إلى خطط لإجلاء المواطنين الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب تصاعد المخاطر الأمنية. هذه التصريحات عززت المخاوف من تصعيد أكبر، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.
دور التضخم وتوقعات خفض الفائدة
لم تقتصر العوامل المؤثرة على أسعار الذهب على التوترات الجيوسياسية فقط، بل كان لتباطؤ التضخم الأمريكي دور كبير في دفع التوقعات نحو خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. فقد أشارت بيانات التضخم لشهر مايو إلى ارتفاع بنسبة 0.1% فقط، وهي نسبة أقل من توقعات المحللين التي بلغت 0.2%.
ومع هذه الأرقام، ازدادت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام. هذا الانخفاض المتوقع في أسعار الفائدة يدعم الذهب، حيث يؤدي إلى تراجع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن النفيس.
ضعف الدولار يعزز قوة الذهب
كما أن انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ساهم في جعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى. العلاقة العكسية بين الدولار والذهب تظل واحدة من الأدوات الرئيسية التي تحرك أسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية.
أسواق المعادن الأخرى
لم يكن الذهب وحده المستفيد من حالة عدم اليقين في الأسواق. فقد ارتفعت الفضة أيضًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 36 دولارًا للأونصة، بينما حقق البلاتين مكاسب بلغت 0.8% ليصل إلى 1266 دولارًا، مسجلًا أعلى مستوياته في أكثر من أربع سنوات. أما البلاديوم، فقد تراجع بنسبة 1% إلى 1070 دولارًا للأونصة.
نظرة مستقبلية
يتوجه اهتمام المتعاملين في الأسواق الآن إلى بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع صدورها في وقت لاحق اليوم. هذه البيانات قد تقدم إشارات إضافية عن الاتجاه الذي سيتخذه الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه القادم يومي 17 و18 يونيو.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الذهب سيظل في دائرة الضوء كأصل آمن يعكس مخاوف المستثمرين من التوترات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية العالمية. ومع استمرار حالة عدم اليقين، قد نشهد مزيدًا من الصعود لأسعار الذهب في الأيام والأسابيع المقبلة.
