شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا بأكثر من 1% يوم الاثنين 28 أبريل 2025، حيث تراجع المعدن النفيس في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3272.89 دولار للأونصة، مع انخفاض العقود الآجلة بنسبة 0.4% لتسجل 3283.70 دولار للأوقية. يأتي هذا التراجع بعد أن كان الذهب قد وصل إلى مستوى قياسي بلغ 3500 دولار للأونصة في 22 أبريل. فما الذي يقف خلف هذا الانخفاض السريع؟ وما هي التداعيات المحتملة على الأسواق العالمية؟
السبب الرئيسي: انحسار التوتر التجاري بين أمريكا والصين
السبب الأبرز لتراجع أسعار الذهب يعود إلى انخفاض الطلب على الأصول الآمنة نتيجة انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا التقدم الإيجابي في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم عزز شهية المستثمرين للمخاطرة، مما أدى إلى تحولٍ كبير في الاستثمارات نحو الأصول المحفوفة بالمخاطر مثل الأسهم، على حساب الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا.
تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة، بما في ذلك إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استمرار المحادثات الجمركية مع الصين، ساهمت في تهدئة المخاوف من تصعيد الحرب التجارية. هذه التهدئة أعطت الأسواق العالمية دفعة من التفاؤل بشأن احتمالية التوصل إلى اتفاق تجاري شامل.
دور الدولار الأمريكي
إلى جانب انخفاض التوترات التجارية، لعب ارتفاع الدولار الأمريكي دورًا كبيرًا في الضغط على أسعار الذهب. سجل الدولار زيادة بنسبة 0.3% مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما جعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى. الارتباط العكسي بين الدولار وأسعار الذهب يُفسر جزئيًا هذه الحركة الهبوطية.
تعليقات الخبراء
كبير محللي “KCM Trade” تيم واترر أوضح أن الأصول المحفوفة بالمخاطر استفادت من تحسن شعور الأسواق تجاه الوضع التجاري العالمي. وأشار إلى أن التعليقات الإيجابية الصادرة عن الإدارة الأمريكية عززت من التوقعات بشأن اتفاق تجاري محتمل مع الصين، مضيفًا أن هذا التحسن دفع المستثمرين للابتعاد عن الذهب كملاذ آمن.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت الفضة بنسبة 1.2% لتصل إلى 32.70 دولار للأونصة، وتراجع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 965.70 دولار للأونصة، بينما هبط البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 939 دولارًا. هذا الانخفاض الجماعي يعكس تحولًا عامًا في معنويات السوق بعيدًا عن الأصول الآمنة.
التداعيات الاقتصادية
- الأسواق المالية: مع تحسن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، من المتوقع أن تشهد أسواق الأسهم العالمية موجة من الانتعاش مع زيادة تدفقات رؤوس الأموال نحو الأصول الخطرة.
- البنوك المركزية: هبوط أسعار الذهب قد يخفف الضغوط على البنوك المركزية، خاصة تلك التي تعتمد على الذهب كجزء من احتياطياتها، ما قد يسمح لها بتوسيع سياساتها النقدية دون قلق كبير بشأن التضخم.
- الاقتصاد العالمي: تهدئة الحرب التجارية تعزز الثقة في الاقتصاد العالمي، مما يقلل من احتمالية الركود الذي كان يخيم على الأفق في الشهور الماضية.
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
↔ 
← 
← 
← 
← 
← 
← 
← 
