شهدت أسعار الفضة استقرارًا ملحوظًا يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025، وذلك بعد تعرضها لأكبر انخفاض يومي لها خلال أكثر من خمس سنوات. جاء هذا التراجع نتيجة قيام المتعاملين بجني الأرباح عقب موجة صعود قوية شهدتها الأسواق في نهاية العام.
حافظ المعدن الأبيض على سعر تداول بلغ 72 دولارًا للأونصة، بعد انخفاض بنسبة 9% في الجلسة السابقة. وقد صاحب ذلك استقرار طفيف في أسعار الذهب، الذي كان قد سجل أكبر هبوط له خلال شهرين.
أسباب التراجع الحاد في أسعار الفضة
تراجعت أسعار المعادن النفيسة، بما فيها الفضة والذهب، نتيجة مؤشرات فنية أظهرت أن الارتفاعات السابقة كانت سريعة أكثر من اللازم. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سيولة السوق الضعيفة في زيادة التقلبات السعرية. وللحد من المخاطر، قامت بعض البورصات، مثل “بورصة كومكس”، برفع متطلبات الهامش على عقود الفضة الآجلة، مما أجبر بعض المتداولين على تقليص مراكزهم أو إغلاقها بسبب نقص السيولة اللازمة للإبقاء على صفقاتهم مفتوحة.
أداء سنوي مميز رغم التراجع
على الرغم من التراجع الأخير، لا تزال الفضة والذهب في طريقهما لتحقيق أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979. ويعتبر هذا الأداء مدعومًا بعدة عوامل، من بينها ارتفاع مشتريات البنوك المركزية، وزيادة تدفقات الأموال إلى الصناديق المتداولة في البورصة، بالإضافة إلى تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. كما أن تكاليف الاقتراض المنخفضة تعتبر عاملاً مهمًا يدعم السلع التي لا تدر عائدًا.
العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المؤثرة
شهدت أسواق الفضة مؤخرًا حالة من الشح الحقيقي في المعدن، حيث أشارت شركة الوساطة الهندية “موتيلال أوسوال للخدمات المالية” إلى أن القيود على الإمدادات وتركيز المخزونات باتت تلعب دورًا كبيرًا في تحديد الأسعار. وأضاف المحللان نافنيت داماني وماناف مودي أن العجوزات المادية والسياسات المقيدة للإمدادات تشير إلى تحول مستدام في كيفية تسعير الفضة وتداولها.
كما ساهم الاهتمام الاستثماري المضاربي في الصين في تحريك أسعار الفضة، حيث شهدت بورصة شنغهاي للذهب ارتفاعًا في عقود الفضة خلال شهر ديسمبر، ما دفع العلاوات السعرية إلى مستويات قياسية وأثر على المؤشرات الدولية.
توقعات مستقبلية
بالنظر إلى الأداء القوي للفضة والذهب خلال العام، من المتوقع أن تستمر المعادن النفيسة في تلقي الدعم من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية. ومع استمرار شح الإمدادات وارتفاع الطلب، قد نشهد المزيد من التقلبات السعرية، لكن الاتجاه العام يبدو إيجابيًا على المدى البعيد.
ختامًا، تظل الأسواق غير مستقرة في ظل الظروف الحالية، ما يتطلب من المستثمرين توخي الحذر ومتابعة التغيرات عن كثب، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها أسواق المعادن النفيسة عالميًا.


