توقّع مجلس الذهب العالمي استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال النصف الثاني من عام 2025، مدفوعًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. إذ شهد النصف الأول من العام ارتفاعًا استثنائيًا بنسبة 16%، ما يعكس قوة الطلب الاستثماري والتجاري على المعدن الأصفر. وتُظهر التحليلات أن الأسواق العالمية ما زالت تترقب أداء الذهب في ظل ظروف اقتصادية غير مستقرة.
أداء الذهب في النصف الأول من 2025
شهد الذهب خلال النصف الأول ارتفاعًا كبيرًا، حيث وُصفت هذه الفترة بأنها استثنائية. وقد ساهم ضعف الدولار، واستمرار المخاطر الجيوسياسية، وثبات أسعار الفائدة في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى ارتفاع متوسط أحجام التداول إلى 329 مليار دولار يوميًا، وهو أعلى رقم نصف سنوي على الإطلاق.
كما ساعد الطلب المتزايد على رفع إجمالي الأصول المدارة في صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب بنسبة 41%، لتصل إلى 383 مليار دولار، مع زيادة الحيازات بمقدار 397 طنًا، وهو أعلى مستوى مسجل منذ أغسطس 2022.
3 سيناريوهات لأسعار الذهب في النصف الثاني
استعرض مجلس الذهب العالمي ثلاثة سيناريوهات رئيسية لأداء الذهب خلال النصف الثاني من العام:
- استمرار الظروف الاقتصادية الحالية:
في حال بقاء العوامل الاقتصادية الكلية كما هي، من المتوقع أن يتحرك الذهب بشكل جانبي مع احتمال زيادة تتراوح بين 0% و5%. - تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية:
إذا تفاقمت ضغوط الركود التضخمي وازدادت التوترات الجيوسياسية، فإن الطلب على الذهب قد يرتفع بشكل كبير، ما يؤدي إلى زيادة الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و15%. - تحسن الأوضاع الاقتصادية:
في حال حدوث تطبيع واسع ومستدام للتجارة العالمية وانحسار التوترات، قد يخسر الذهب بين 12% و17% من مكاسبه الحالية بسبب تجدد الرغبة في المخاطرة وانخفاض الطلب الاستثماري.
العوامل المؤثرة على مستقبل الذهب
- ضعف الدولار:
شكّل ضعف الدولار الأمريكي عاملًا رئيسيًا في تعزيز جاذبية الذهب. يُذكر أن الدولار شهد أسوأ أداء سنوي منذ عام 1973، مما أضعف جاذبية السندات الأمريكية كملاذ آمن. - السياسة النقدية:
من المتوقع أن تبدأ البنوك المركزية، بما فيها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في خفض أسعار الفائدة بحذر مع نهاية العام. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى دعم الطلب على الذهب. - التوترات الجيوسياسية:
ما زالت التوترات بين الولايات المتحدة والصين مرتفعة، مما يعزز حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية ويُبقي الذهب خيارًا آمنًا للمستثمرين. - طلب البنوك المركزية:
رغم التوقعات بانخفاض طفيف في وتيرة شراء البنوك المركزية للذهب مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن الطلب سيبقى أعلى من متوسط ما قبل عام 2022.
تحديات محتملة
أشار مجلس الذهب إلى أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب قد يُضعف طلب المستهلكين، خاصة في الأسواق الناشئة، وربما يشجع على إعادة التدوير. كما أن أي تباطؤ في طلب البنوك المركزية أو حل النزاعات التجارية بشكل مستدام قد يُضعف زخم الذهب.
