تترقب الأوساط الاقتصادية إعلان شركة أرامكو السعودية، عملاق الطاقة والكيماويات العالمي، نتائجها المالية للربع الأول من العام الجاري في 11 مايو المقبل. يأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول قدرة الشركة على الاستمرار في تحقيق الأرباح وتوزيع العوائد النقدية الضخمة وسط تحديات السوق المتغيرة.
تحديات الربع الأخير من 2024
شهدت أرامكو السعودية في الربع الأخير من عام 2024 انخفاضًا ملحوظًا في أرباحها، حيث سجلت أدنى مستوى لها خلال 15 فصلًا منذ عام 2021، محققة 84 مليار ريال فقط. وكان هذا التراجع بنسبة 16% على أساس سنوي، وهو الأكبر خلال خمسة فصول، ما يعكس الضغط الكبير الذي تواجهه الشركة نتيجة تراجع الإيرادات.
كما سجلت الإيرادات الفصلية للشركة أدنى مستوى خلال 13 فصلًا، حيث بلغت 393 مليار ريال، بانخفاض نسبته 4% مقارنة بالربع المماثل من العام السابق. ويعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار النفط والكميات المبيعة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار المنتجات المكررة والكيميائية.
عوامل التأثير على الأداء
الانخفاض في الأرباح والإيرادات جاء نتيجة عوامل متعددة، أبرزها ضعف أسعار النفط العالمية خلال الفترة الأخيرة، والتي تأثرت بتباطؤ الطلب العالمي نتيجة المخاوف الاقتصادية، بالإضافة إلى التحديات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على أسواق الطاقة.
إلى جانب ذلك، تأثرت أرامكو أيضًا بانخفاض أسعار المنتجات البتروكيماوية والمكررة، ما أدى إلى تقليص هوامش الربحية في قطاعات متعددة ضمن أعمالها. ومع ذلك، تظل أرامكو في موقع ريادي بفضل قدرتها على التنويع والتكيف مع مختلف دورات أسعار النفط.
التوزيعات النقدية: التزام مستمر
رغم التحديات التي واجهتها أرامكو، فإنها حافظت على مكانتها كأكبر شركة من حيث قيمة التوزيعات النقدية عالميًا. فقد وزعت الشركة في عام 2024 مبلغًا إجماليًا قدره 429.5 مليار ريال، منها 307.5 مليار ريال توزيعات أساسية، و122 مليار ريال توزيعات مرتبطة بالأداء.
منذ إدراج أسهمها في سوق الأسهم السعودية عام 2019، قامت أرامكو بتوزيع ما يقارب 1.65 تريليون ريال، ما يعكس التزامها تجاه المساهمين وقدرتها على تحقيق عوائد مستدامة رغم التقلبات.
النظرة المستقبلية: مرونة واستدامة
تعمل أرامكو على تحقيق مرونة تشغيلية ومالية تمكّنها من الاستمرار في توزيع الأرباح والنمو المستدام. وتعتمد الشركة على التدفقات النقدية الحرة لتقييم قدرتها على تمويل التوزيعات والأنشطة التشغيلية الأخرى.
من المتوقع أن يكون إعلان نتائج الربع الأول مؤشرًا قويًا على قدرة الشركة على مواجهة التحديات الاقتصادية واستغلال الفرص في السوق. ومع اقتراب موعد الإعلان في 11 مايو، ستتجه أنظار المستثمرين والمحللين إلى أداء أرامكو في ظل استمرار التحديات وتأثيرها على إيرادات الشركة وأرباحها.
