شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا اليوم الثلاثاء، حيث بلغ سعر الأونصة في المعاملات الفورية 4124.80 دولار، بعد أن تجاوز في وقت سابق مستوى 4131.50 دولار، وهو أعلى مستوى يسجله المعدن الأصفر على الإطلاق. هذا الارتفاع يأتي نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
عوامل تدعم ارتفاع الذهب
يشهد الذهب ارتفاعًا بنسبة 57% منذ بداية العام، مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين: تجددت الخلافات بين البلدين بعد إعلان الصين توسيع قيودها على تصدير المواد الأرضية النادرة، ورد واشنطن بالتهديد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات الصينية.
- توقعات خفض أسعار الفائدة: يستعد البنك المركزي الأمريكي لاتخاذ قرارات جديدة بخفض أسعار الفائدة، حيث يتوقع المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، يليه خفض آخر في ديسمبر. هذه التوقعات تدعم الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد انخفاض العوائد على الأصول الأخرى.
- الشراء المكثف من البنوك المركزية: استحوذت البنوك المركزية حول العالم على كميات كبيرة من الذهب لتعزيز احتياطاتها خلال الفترات الأخيرة.
- صعود صناديق الاستثمار المتداولة: تدفقات ضخمة اتجهت إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، مما عزز الطلب وزاد من ارتفاع الأسعار.
التوقعات المستقبلية
يتوقع محللون في بنوك عالمية مثل “بنك أوف أمريكا” و”سوسيتيه جنرال” أن يستمر الذهب في الارتفاع ليصل إلى مستوى 5000 دولار للأونصة بحلول عام 2026. كما رفع بنك “ستاندرد تشارترد” متوسط توقعاته لعام 2026 إلى 4488 دولارًا للأونصة.
تأثير الفضة والمعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب هو المعدن الوحيد الذي استفاد من هذه الظروف. فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 52.49 دولار للأونصة، بعد أن سجلت في وقت سابق من الجلسة 52.70 دولار. كما حقق البلاتين مكاسب بنسبة 0.5% ليصل إلى 1653.45 دولار، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 1.6% مسجلًا 1498.25 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ مايو 2023.
التحديات الاقتصادية في الولايات المتحدة
زاد الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر منذ 13 يومًا من حالة عدم اليقين في الأسواق. وأشار وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى أن هذا الإغلاق بدأ يُلقي بظلاله السلبية على الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، لا تزال الأسواق تترقب لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا أواخر أكتوبر، والذي قد يحمل انفراجة في التوترات التجارية.
