شهدت أسعار الذهب هذا الأسبوع تراجعًا كبيرًا هو الأكبر منذ 6 أشهر، حيث انخفض المعدن النفيس بنسبة 4% خلال الأسبوع ليتم تداوله قرب مستوى 3190 دولارًا للأونصة. هذا التراجع يأتي في ظل عدة تطورات سياسية واقتصادية عالمية أثرت بشكل مباشر على شهية المستثمرين تجاه الذهب، الذي يُعتبر عادةً ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.
أبرز الأسباب وراء التراجع
- انطلاق المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا:
لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بدأت محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، وحققت هذه المحادثات تقدمًا ملموسًا تمثل في الاتفاق على تبادل الأسرى ومناقشة وقف إطلاق النار، رغم عدم الإعلان عن هدنة رسمية حتى الآن. هذا التقدم ساهم في تخفيف حدة التوترات الجيوسياسية، مما قلل الطلب على الذهب كملاذ آمن. - التطورات التجارية بين الولايات المتحدة والصين:
أسهمت المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم في تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين. التهدئة بين الولايات المتحدة والصين دفعت الأصول عالية المخاطر إلى الانتعاش، مما شكل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب. - ارتفاع الدولار الأمريكي:
مع انتعاش مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري، تأثرت أسعار الذهب سلبًا، حيث إن ارتفاع الدولار يجعل المعدن النفيس أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
أداء المعدن النفيس خلال العام
رغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب مرتفعًا بأكثر من 20% منذ بداية العام، مدعومًا بزيادة الطلب من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، بالإضافة إلى عمليات الشراء بغرض المضاربة في الأسواق الصينية. ومع ذلك، فقد خسر المعدن أكثر من 300 دولار من أعلى مستوى قياسي سجله الشهر الماضي.
مارك هيفيلي، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك “يو بي إس غروب”، أشار إلى أهمية الذهب كأداة تنويع استثماري. وأضاف أن التقلبات المستمرة في الأسواق الأمريكية والدولار الأمريكي قد تدفع المزيد من المستثمرين إلى التحوط عبر الذهب، مما يعكس استمرار أهميته كملاذ آمن على المدى الطويل.
التداعيات على المعادن الأخرى
لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تراجعًا هذا الأسبوع، فقد انخفضت أيضًا أسعار الفضة والبلاديوم والبلاتين، مما يعكس تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية على سوق المعادن الثمينة بشكل عام.
