شهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا يوم الأربعاء، في ظل تراجع الإقبال على أصول الملاذ الآمن، نتيجة لانحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين. يأتي هذا التراجع في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية بيانات التضخم للحصول على إشارات حول سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل.
أداء أسعار الذهب
بحسب ما ورد، انخفض المعدن الأصفر في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3235 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش. في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بشكل طفيف بنسبة 0.1% لتصل إلى 3250.50 دولارًا للأونصة.
عادةً ما يُنظر إلى الذهب كوسيلة تحوط فعّالة ضد التضخم، حيث يميل إلى الأداء الجيد عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة. ومع ذلك، فإن بيانات التضخم الأخيرة قد تدفع المتعاملين إلى إعادة النظر في توقعاتهم حول أسعار الفائدة الأمريكية.
خلفية التوترات التجارية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح يوم الاثنين بأنه لا يتوقع إعادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، بعد توقفها لمدة تسعين يومًا. وأعرب عن تفاؤله بإمكانية توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق يُنهي الحرب التجارية.
هذا التفاؤل ساهم في تقليل المخاوف بين المستثمرين، مما أثر سلبًا على الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
بيانات التضخم وتأثيرها
أعلنت وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.2% في أبريل، وهو أقل من التوقعات التي كانت تُشير إلى ارتفاع بنسبة 0.3%. يأتي هذا الارتفاع بعد انخفاض بنسبة 0.1% في مارس.
وتترقب الأسواق اليوم بيانات مؤشر أسعار المنتجين، والتي من المتوقع أن تقدم رؤية أوضح حول مسار التضخم وأسعار الفائدة، والتي تؤثر بشكل كبير على أداء الذهب في الأسواق العالمية.
أداء المعادن الأخرى
لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، حيث انخفضت أسعار المعادن النفيسة الأخرى:
- انخفضت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 32.80 دولارًا للأونصة.
- هبط البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 987.55 دولارًا.
- تراجع البلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 949.26 دولارًا.
نظرة مستقبلية
مع استمرار ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية وتطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن أسعار الذهب ستظل عرضة للتقلبات. وفي حين أن الذهب لا يزال يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين، فإن التحسن في العلاقات التجارية وتوقعات رفع أسعار الفائدة قد يحدّ من جاذبيته على المدى القريب.
