تشهد صناعة الطيران تعافيًا ملحوظًا بعد الاضطرابات التي تسببت فيها جائحة كوفيد-19، حيث وصلت حركة الركاب العالمية إلى مستويات تقارب 88٪ من ما كانت عليه قبل الوباء. وفقًا للتقديرات الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، فإن الطلب على السفر الجوي كان قويًا في شهر مارس الماضي، مما زاد من معدلات “الحمولة الدولية”، وهي مؤشر يقيس امتلاء طائرات الركاب. ومن المثير للسعادة أن توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي تشير إلى زيادة في أرباح قطاع الطيران، حيث توقعت في ديسمبر 2022 أن تكون أرباح شركات الطيران في عام 2023 حوالي 4.7 مليار دولار، ولكنها رفعت توقعاتها في شهر يونيو الماضي إلى 9.8 مليار دولار نظرًا لزيادة الطلب، على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
تعد هذه التطورات الإيجابية أخبارًا سارة لشركات الطيران حول العالم، حيث يعزز الطيران ربط المجتمعات، ويسهم في تيسير التجارة الدولية وتوفير فرص عمل جديدة. ومع حجم وأهمية صناعة الطيران الهائلة، فإنه لا يمكن لها أن تنمو وتتطور بدون بنية تحتية قوية ومتطورة تتمثل في المطارات. فالمطارات تعد محورًا حيويًا لحركة الأشخاص والبضائع، وتسهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي على المستوى المحلي والإقليمي.
ووفقًا لتقديرات دولية، فإن العالم بحاجة إلى استثمارات تصل إلى 2.5 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2040 لتحسين وتعزيز بنية التحتية للمطارات. وتشمل هذه الاستثمارات تحديث المرافق الحالية وبناء محطات ومدارج جديدة، بالإضافة إلى إنشاء مطارات جديدة للتعامل مع الطلب المستقبلي المتزايد.
تعلق الدكتورة لوسي كينسبرج، أستاذة التنمية الاقتصادية في مدرسة لندن للأعمال والعلوم الاجتماعية، بأهمية تحسين البنية التحتية للمطارات، حيث تعزز هذه الاستثمارات النمو الاقتصادي وتعزز قدرة الدول على استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز السياحة والتجارة الدولية.
من المهم أن تعمل الدول على وضع استراتيجيات طويلة الأمد لتحسين بنية التحتية الجوية وتطوير المطارات، بما في ذلك توفير التمويل اللازم وتسهيل الشراكات بين القطاع العام والخاص. يجب أن تركز هذه الاستراتيجيات على تحسين قدرات المطارات في مجالات مثل الطاقة البيئية والتكنولوجيا والأمن والسلامة والراحة والمرونة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تولي الحكومات اهتمامًا خاصًا لتطوير المطارات الإقليمية والصغيرة، حيث تلعب دورًا مهمًا في ربط المناطق النائية وتعزيز التنمية المحلية. يمكن أن تسهم المطارات الإقليمية في تعزيز السياحة المحلية وتوفير خدمات النقل للسكان المحليين وتعزيز الأعمال والتجارة في تلك المناطق.